فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي

ويجري من يديه ندى ً وماء

على ساق سعت شجرٌ

وقامت حروبُ النصرِ وازدحمَ الظماء

ففي الدنيا لنا بحداه ساق

وفي الأخرى لنا الحوض الرواء

وفي نار المجوس لنا دليل

لأنفسهم بها ولها انطفاء

وفي الأسرى وصبحته فخار

ينادي ما على صبح غطاء

فقل للملحدين تنقلوها

جحيماً أننا منكم براء

وأن أبي ووالدهُ وعرضي

لعرضِ محمدٍ منكم وقاء

وأن محمداً لحبيبُ أنس

وجنهمو لنعليه فداء

نبيّ تجمل الأنباء عنه

جمال الشمس يجلوها الضحاء

وأين الشمس منه سناً

ولولا سناه لما ألمَّ بها بهاء

كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ لهُ

والشمسَ ضرجها حياء

سريّ في حروف اللفظ سرّ

لمنطقه وللضاد اختباء

ألم تر أنها جلست لفخر

وقامت خدمة للضاد ظاء

يولد فضل مولدهِ سعوداً

بنوا سعدٍ بها أبداً وضاء

لمبعثه على العادين نار

وللهادين نور يستضاء

فخير ينعمُ السعداء فيه

وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء

يجر على الثرى ذيل اتضاع

وينصب في مكارمه الثراء

ويكتب بالنصال غداة روع

سطوراً ما لأحرفها هجاء

ممدحة ثلاثتها لضر

ضرابٌ أو طعانٌ أو رماء

فيالك من أخي صول ونسكٍ

تقر له العدى والأولياء

سهام دعا وسهامُ رأيٍ لها

في كل معركة مضاء

درى ذو الجيش ما صنعت ظباه

و ما يدريه ما صنع الدعاء

وقال الجود بعد الحلم

حسبي حياءً إن شيمتك الحياء

فنعم َ الحصنُ ان طلعتْ خطوبٌ

ونعم القطبُ ان دارَ الثناء

ونعمَ الغوث ان دهياء دارت

ونعم العونُ ان دارَ الرجاء

ونعمَ المصطفى من معشر

ما نجومُ النيراتِ لهم كفاء

تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ

على سعد السعودِ له حباء

ضفت حلل الثنا وصفت لديه

وآدمُ بعدها طينُ وماء

فلولا معربُ الأمداحِ فيه

هوى بيتُ القريضِ ولا بناء

ولولاه لما حجت وعجّت

وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء

فإن يتلى له في الحجّ حمدٌ

فقدماً قد تلته الأنبياء

أعد لي يا رجاءُ زمانَ

قرب بروضتهِ أعد لي يا رجاء

ولثم حصى ً لتربتهِ ذكيّ

كأن شذاه في نفسي كباء

وشكوى كربة فرجت وكانت

من اللاتي يمدّ بها العناء

ونفس ذنبها كالنيل مدّا

و ما لوعود توبتها وفاء

مشوقة متى وعدت

بخير ثقل سينٌ وواوٌ ثم فاء

ولكن حبها وشهادتاها

من النيران نعمَ الأكفياء

صفيّ الله يا أزكى البرايا

بحبك من عقائدنا الصفاء

ويعتقنا المشفع من جحيم

فلا عجبٌ له منا الولاء

عليكَ من الملائك كلَّ وقتٍ

صلاة في الجنان لها أداء

وامداح بألسنة الورى

في مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء

اذا ختمت تعاد فكل تال

له وقفٌ عليها وابتداء