انطلق مساء اليوم، مهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم تحت شعار “تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشر”، ويستمر لمدة أربعة أيام، في الفترة من 10/4/2016 إلى 14/4/2016، من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى التاسعة مساء.

وقد افتتح المهرجان سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، بحضور الشعراء الثلاثين المتأهلين للنهائيات، وأعضاء لجنة التحكيم وعدد من السفراء والدبلوماسيين والإعلاميين.

مشاركة مكثفة للمراكز والمؤسسات

وقام سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، والدكتور الداعية محمد العريفي، بجولة على المعارض المتنوعة المصاحبة لمهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأروقة المراكز والمؤسسات المشاركة في ساحة الحكمة في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، مثل: الفنون البصرية والمركز الشبابي للفنون والشركة القطرية للخدمات البريدية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية..

بالإضافة للمركز الثقافي للطفولة، ومركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، فضلا عن قطر الخيرية ومركز الإبداع الثقافي، علاوة على الأنشطة الأدبية، والفنية، ورش العمل والمسابقات للجمهور.

وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي: “يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في افتتاح مهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي تُعد جائزة (كتارا) لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الحدثَ الأهمَ فيه. حيث تتجسّدُ أهميتُها في كونها تستثمرُ الشعرَ في زرعِ القيمِ الإسلاميةِ الأصيلةِ وتُبرزُ رسالةَ دينِنا الحنيف وعقيدتِه السمحاء”.

وأضاف: “نحن على ثقة بأنّ هذا المهرجان، من خلال أنشطته المتنوعة، سيكون فرصةً يتعرف فيها الجميع سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين،على عظمةِ نبيِنا الكريمِ محمد صلى الله عليه وسلم، وأخلاقِه الرفيعة التي كانت وستظل أسوةً حسنة ومثالاً يُحتذى به ومنارةَ خير يُهتَدَى بها إلى نور الإسلام”

وتوجه الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بالشكر الجزيل إلى جميع رُعاة جائزةِ كتارا لشاعرِ الرسول صلى الله عليه وسلم وهم :(الراعي الاستراتيجي: قناة الرسول ، بالإضافة إلى الرعاة الرسميين: الخطوط الجوية القطرية، فندق موفنبيك ويست باي الدوحة، شركة عبدالله عبد الغني وإخوانه ـ تويوتا)، بالإضافة إلى الرعايةِ المميزةِ من مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف”.

كما توجه بالشكر إلى المؤسسات والمراكز التي شاركت في هذا المهرجان، وهي: (الفنون البصرية والمركز الشبابي للفنون والشركة القطرية للخدمات البريدية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الانسانية (راف)، واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، والمركز الثقافي للطفولة، ومركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، وقطر الخيرية، ومركز الإبداع الثقافي).

50 لوحة بمعرض الخط العربي

وضمّ معرض الخط العربي المصاحب للمهرجان 50 لوحة موضوعها إحدى الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم اختيارها بعد تحكيم المشاركات في مسابقة الخط العربي التي أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، حيث تم الإعلان عن أسماء الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى من المسابقة وهم:-

“هاني فوزي الطويل أولا، وفاز بثلاثة آلاف دولار، وثانيا محمد علي أبو المجد محمد وفاز بألفي دولار وثالثا محمد أديب بألف دولار حيث تنافس في هذه المشاركة 180 خطاطا عبر العالم.”

شعراء عبر العصور

وتابع جمهور غفير أيضا افتتاح معرض شعراء عبر العصور في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يجد الزائر صوراً شعرية تصب في غايات معانيها المقصودة تقدير عظمة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث الكتابة الشعرية في حقه كانت، وما زالت، من أخصب أنماط الكتابة في اللسان العربي منذ بزوغ الإسلام، خاصة أن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلت مصدرا متجددا لإلهام الكتاب والشعراء والأدباء.

ومن الشعراء الذين تغنوا بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة والذي اشتهر بقصيدته: ” “فثبت الله ما آتاك من حسن .. تثبيت موسى ونصرا كالذي نصر .. إني تفرست فيك الخير نافلة .. الله يعلم أني ثابت البصر.. أنت الرسول فمن يحرم نوافله.. والوجه منه فقد أزرى به القدر”.

مساجد حول العالم

ومن المعارض المصاحبة التي لقيت إعجابا كبيرا: “معرض مساجد حول العالم”، وهو عبارة عن جولة فنية على مجموعة من صور أجمل المساجد من مختلف دول العالم، التي تمثل بصمة فارقة في فن العمارة الإسلامي.

ويأتي هذا المعرض متسقا مع المكانة العظيمة للمساجد في نفوس المسلمين، فهي ملتقى تجمعهم، وموضع تطلعهم لتنزل الرحمات، واستجابة الدعوات، كما أنها المركز الأول للإشعاع الروحي والعلمي، فهي مكان العبادة والتعلم وموطن التذكير والتفقيه والتوجيه، وهي خير بقاع الأرض وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أحب البقاع إلى الله مساجدها”.

ومن الفعاليات الهامة التي يشهدها المهرجان، دروس يومية بعنوان “الرسول الإنسان” في مسجد كتارا بعد صلاة المغرب مباشرة.

جائزة شاعر الرسول

وبعد صلاة المغرب مباشرة، تم افتتاح جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، في دار الأوبرا، حيث تم تقديم المشاركين الثلاثين الذين وصلوا للمرحلة النهائية، بالإضافة إلى التعريف بأعضاء لجنة تحكيم الفحص والتدقيق ولجنة التحكيم النهائية.

وعبر سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي في كلمة له في الحفل عن سعادته الكبيرة لمشاركة الحضور هذا الحفلَ الكريمَ الذي يأتي بمناسبةِ افتتاحِ جائزةِ (كتارا) لشاعرِ الرسول صلى الله عليه وسلم، للاحتفاء معاً بنخبةٍ من الشعراءِ المبدعين الذين شكّلت قصائدُهم الرائعةُ وأشعارُهم العذبةُ إضافةً هامةً في كنزِ الأدبِ العربي والثقافةِ الإسلامية، والتي من شأنها أن ترتقيَ بالحسِّ الشعريِ والوصول إلى أبهى جمالياتِ الشعرِ المتخصصِ بمديحِ الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرتهِ النبوية العطرة..

فضلاً عن استثمار الشعرِ في إبرازِ رسالة الإسلام والذودِ عنها ضدَّ الذين يسعون إلى تشويه صورة ديننا الحنيف، وتعميقِ حب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوب الأجيال المعاصرة، وتشجيعِ المواهب الشعرية الشابة ليترجموا نبوغهم إلى أشعارٍ تَخدم الإسلام.

وأضاف: “يسعدنا في (كتارا) أن نساهمَ في ازدهارِ هذا النوع من الشعرِ الذي بدأ مع قصائد شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم ونذكر منهم حسان بن ثابت وكعب بن زهير وعبدالله بن رواحة، وأن نعيدَ لهذا الأسلوب الأصيل مكانتهُ البارزةَ وأهميتَهُ البالغةَ بين موضوعاتِ الشعرِ العربي الذي ينقُل رسالةَ الإسلام بكل ما تحمله من قيم ومبادىء وهذا ما تسعى إليه (كتارا).

وأردف السليطي: “إننا نأملُ من هذا المهرجانِ الكبيرِ والجائزةِ غير المسبوقة على مستوى قطر والوطن العربي والعالم الإسلامي، والتي لاقتْ تفاعلاً كبيراً في دورتها الأولى من قِبَلِ الشعراءِ في مختلف البلدان، أن يشهدَ شعرُ المديحِ النبوي تطوراً وازدهاراً، وأن نرى ملاحمَ شعريةً في أخلاقِ ومناقبِ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نبيِّ الرحمة ورسولِ العدل والسلام والإنسانية والذي أُرْسِلَ للناسِ كافة، وسيرتهُ النبوية، تلك السيرةُ العطرة التي يتحققُ فيها الفهمُ الصحيحُ للفقه والصورةُ النقيةُ للعقيدة”..

وتوجه المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، في الختام بشكره لأعضاءِ لجانِ التحكيم في الفحص والتدقيق ولجنة التحكيم النهائية ولجميع الرعاة، لما بذلوهُ من جهودٍ مُخلصةٍ في الحفاظِ على هذا المستوى الرفيع الذي وصلتهُ الجائزة وإلى كلِ الشعراءِ المشاركين في مهرجانِ كتارا لشاعرِ الرسول. وجدد مدير عام كتارا شكره للشعراء ولإبداعاتِهم المضيئةِ التي جادت بتلك القصائدِ الرائعة، والتي نرى فيها سيرةَ نبينا الكريم، متمنياً التوفيق للمُرشحين الثلاثين الذين يتنافسون للفوزِ بأفضلِ خمسةِ مراكزَ.

ومن ضيوف افتتاح الجائزة الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، والمنشد السيد أحمد عبد الحكيم السعدي، بالإضافة إلى ضيف الشرف الشيخ الدكتور محمد العريفي، وعريف الحفل السيد أسامة العشماوي.

وقال الدكتور محمد العريفي في كلمة له بالمناسبة: “كنا نسمع في السابق عن مهرجانات في مديح القبائل والأشخاص. والآن جاء هذا المهرجان الذي لم يسبق أن سمعت به في السنين الأخيرة”.

وأبرز الدكتور العريفي أن الشعر ديوان العرب، كانت تقيم له المهرجانات وتعقد له الأسواق، مثنيا على مبادرة كتارا على هذه المبادرة. وقال بهذا الخصوص: “ما نراه من الإخوة الكرام في كتارا هو نوع مما كان يقام في الماضي”، مبديا إعجاباه بالنشاطات المصاحبة للمهرجان.

بعد ذلك، أسمع الشاعر عبدالرحمن العشماوي الحضور قصيدة في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما استمتعوا في نهاية الحفل بوصلات إنشادية للمنشد السيد أحمد عبد الحكيم السعدي.

يذكر أن عدد المشاركات المتقدمة لجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ 828 قصيدة، علماً أنه تم إغلاق باب المشاركات في 31 ديسمبر 2015 الماضي، وقد تنوعت المشاركات بين كافة الدول العربية، من الخليج الى المحيط، حيث كانت بلاد الشام والعراق في الصدارة من حيث عدد المشاركات، الذي وصل إلى 250 مشاركة، يليها مشاركة مصر والسودان بعدد 236 مشاركة، ومن ثم دول المغرب العربي والذي وصل عدد المشاركات منه إلى 184 مشاركة، و145 مشاركة من دول الخليج العربي واليمن، فضلاً عن ثلاثة عشر مشاركة من عدة دول غير عربية، كما وصلت المشاركة النسائية إلى 60 قصيدة.

جوائز قيمة

وخصصت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا جوائز مميزة وضخمة، تأتي على قدر أهمية الحدث حيث تصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 675 ألف دولار، وهي على النحو التالي:

– الجائزة الأولى: 300 ألف دولار أمريكي.

– الجائزة الثانية: 200 ألف دولار أمريكي.

– الجائزة الثالثة: 100 ألف دولار أمريكي.

– الجائزة الرابعة: 50 ألف دولار أمريكي.

– الجائزة الخامسة: 25 ألف دولار أمريكي.

وأعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” أنها ستقوم بنشر القصائد الفائزة في ديوان، لتحفظ للأجيال القادمة.

أهداف الجائزة

وتعد جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، أكبر نشاط ثقافي ـ ديني ينظم على مستوى الوطن العربي، حيث تسعى إلى تشجيع أبناء الوطن العربي الإسلامي لحفظ الشعر والاهتمام به، لما له من الأثر الطيب في زرع القيم الإسلامية الأصيلة فيي نفوسهم، وكذلك المحافظة على تراثنا وتناقله عبر الأجيال، إلى جانب استثمار الشعر في إبراز رسالة الإسلام السمحة والذود عنها ضد المغرضين من أصحاب النفوس المريضة الذي يسعون إلى تشويه صورة ديننا الحنيف.

وتهدف الجائزة كذلك إلى تعميق حب المصطفى في قلوب الأجيال المعاصرة المحاطة بالكثير من الأفكار والتيارات التي تسعى للانحراف بهم عن طريق الهداية، لاسيما وأن الشعر يهز المشاعر ويحرك العواطف، كما تهدف إلى تشجيع المواهب الشابة وصقلها وتنميتها، والأخذ بيد الشباب ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام.

ومن بين أهداف جائزة كتارا لشاعر الرسول التأكيد على أهمية الشعر واللغة العربية في وحدة الأمة الإسلامية، وربط شباب الأمة بحضارتها وتدعيم الهوية العربية، وتعريف الجمهور بقيمة فن الشعر، ومدى تأثره بواقعنا وتأثيره عليه من خلال التجارب الشعرية والقصائد الملقاة على لسان المتسابقين، إضافة إلى تعزيز الجهود التي تهدف الى المحافظة على التراث الأدبي واللغة العربية، وإحياء التراث من الأشعار الإسلامية القديمة والألوان الشعرية الحديثة في مناخ يغلب عليه روح المنافسة والتفاعل، وإبراز المواهب الشعرية الملهمة والتحليق بها في سماء العالمية بدلاً من الانغلاق في نطاق المحلية، حيث نشأت فكرة إطلاق الجائزة في إطار تعزيز المكانة المهمة التي توليها كتارا للنشاطات الثقافية المتعددة ضمن الاستراتيجية الخمسية للمؤسسة، والتي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي.

جدير بالذكر أن شروط وآليات جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم تمثلت في أن يكون موضوع القصيدة في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته النبوية، وتكون المشاركة مقصورة على القصائد المكتوبة باللغة العربية الفصحى، وشعر الفصحى العمودي أو التفعيلة، ولا تقبل قصيدة النثر، كما أن المشاركة مفتوحة للشعراء من كافة أنحاء العالم من سن 18 سنة وما فوق، ويجب أن لا تقل القصيدة عن 30 بيتاً ولا تزيد عن 60 بيتاً، كما يشترط ألا تكون القصيدة المقدمة مكررة أو حائزة على جوائز أخرى، وأن تكون من تأليفه الشخصي، ويتحمل كامل المسؤولية الأدبية والقانونية عنها، ولا يحق للمشارك دخول المسابقة بأكثر من قصيدة واحدة.