وصلت قصيدة “آية ُ الحبّ” للشاعر أمجد غازي الخطاب للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.
أمجد غازي الخطاب هو شاعر شاب من مواليد حماة بسوريا، يحمل إجازة في الآداب والعلوم الإنسانية – قسم اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق، ويعمل مدرساً للغة العربية، كما عمل في الحقل الثقافي، وله نشاطات أدبية وشعرية عدة.
فاز بمجموعة من الجوائز، منها جائزة البابطين للتذوق الشعري خلال دراسته الشعرية، كما فاز بالمركز الثاني بمسابقة اتحاد الكتاب العرب في سوريا بقصيدة تروي تاريخ مدينة حماة.
اختيرت إحدى قصائده في ديوان (لماذا نحبه) الذي صدر نصرة للنبي محمد – صلي الله عليه وسلم – ضمن كوكبة من شعراء الوطن العربي، وله ديوان شعري قيد الطبع بعنوان (ارتحال الياسمين).
القصيدة:
آية ُ الحُبِّ لستُ أخفيكَ سرّا أنْ تفيضَ القلوبُ صدقا ًوطـُهرا
آية ُ الحُبّ لا تـكـونُ كلاماً فاضَ كالمُعصرات نثراً و شعرًا
آية ُ الحُبّ أنْ تـُحبَّ بحـق ٍّ فـيصيرُ العســــيرُ عندكَ يُســرا
يا ربيعَ القلوب وهي صحارى اســــقنيها من هدي فكـرِكَ ثـرّا
منبعَ النور والجمالُ جـــلالٌ أينَ منـهُ ما حالَ شمساً وبدرا ؟
وارفاتُ الجنان تـُشرقُ نوراً و يضوعُ الزمانُ حمداً و شكرا
وبشاراتُ أحمد ٍ تملأ ُ الكونَ ســــناءً والأرضَ طيباً وعطرا
والنبيّونَ والرسالاتُ والوحيُ وشـــوقُ الـزمان ِ أرْهِقَ صبرا
مـلءُ برديكَ رحمـة ٌ و حنانٌ قد تجـلـّتْ حُباً وعَطفاً و بـِرّا
قد عرفـنـاكَ هادياً و رحيماً يا حبيبـي وأنتَ أجمـلُ ذكــرى
في ابتسام الرياض ِفي طلـّة الفجرِ وفي رقصةِ الفراشـــــة سكرى
في شموخ الجبال زلزلـَها الشوقُ وفي البحـر هاجَ مـدّاً وجزرا
في رمال الصحراءِ تزهواختيالا ً بهوى المُصطفى وترفـُلُ كِبرا
في ارتعاش الشفاه وهي تصلـّي بخشوع ٍ عليكَ عشراً وعشرا
تتغنـّى السماءُ والأرضُ شوقاً طـلعَ البدرُ يـا زمــانُ أغـرّا
طلعَ البدرُ بالهداية ِ والحـُبِّ علينا فـكان نورا ً وخيرا
يا رسولي ولستُ أوّلَ جرح ٍ قامَ يشكو ممّا تحمّـلَ وِزرا
أمّة ٌ طالَ نومُها يا رسولي بيديها كم ذا تـُباعُ وتـُشرى
أمّة ٌ يـا عزيزَ كل ِّ عزيز ٍ استبيحتْ بؤساً وظُلماً و قهرا
أمّة ٌ أثقلَ الأســى كاهليها يا رسولي فكيفَ تجبُرُ عثرا؟
كم قتلـْنا ( أُخوّة الدين ) سرا ً وأقمـْنا مآتـمَ الحـُزن جـَهرا
شجراتُ الدّماء ِغاباتُ حقد ٍ ودِمانا في الغاب نهرٌ ومـَجرى
تاجُ كسرى لمـّا وعدْتَ تهاوى وبنا اليومَ ألفُ كسرى وكسرى
يا رسولي نزيفُ جرحيَ أصمى كلماتي و زادَ سمعيَ وقرا
في جراحي يا سيدي ألفُ سيف ٍ يتلظـّى حقداً عليّ و ثأرا
إنَّ عمري موشـّحٌ بشقائي ودموعي من فرط بؤسيَ حرّى
لا يزالُ المجهولُ يقرعُ بابي و بكأسي ما زالَ يسكبُ مُرّا
قد تمطـّى بصلبه الليلُ لمّا سفكوا من دماء أهليَ غدرا
حين ألوى جناحَهُ الفجرُ حـُزناً والليالي تـَحوكُ حقداً ومَكرا
نحنُ عبءٌ عليكَ حين مضينا يرتدي حـُلمَنا السرابُ فنعرى
حمّلتني قصائدُ الحُبّ شوقاً وسلاماً أذكى من العـِطر نشرا
كمْ شددْتُ الرحالَ لا لمتاع ٍ و حثثتُ الدروبَ نحوكَ سيرا
و تمنـّيتُ أنْ أقبـّـلَ أرضاً أنتَ فيها معراجُ حُب ٍّ ومسرى
كمْ تمنـّيتُ أنْ أعفـّرَ خداً بتراب ٍ يتيهُ مجداً و فخرا
أنتَ حُب ٌّ مُقدّسٌ في حياتي أنتَ فينا والله أجملُ بشرى
ليس يكفي أنْ ندّعي الحبَّ ديناً إنـّما الحُبُّ أنْ نـُطيعكَ فكرا
لا يُوفـّي المديحُ خيرَ البرايا منْ رأى قطرة ً تـُحاورُ بحرا ؟
يا شفاءَ القلوبِ أنهكها البعدُ فقامتْ في زحمة التيه حـَيرى
مفزًعي في الخطوبِ إنْ شفـّني الهم ُّ وألقى رحالـَهُ واستقرّا
مـُتعبَ الروح ِ قد حملتُ رجائي وهموما ً تـُغالبُ المزنَ قطرا
رَب ّ… قلبي أسـكـنـْتـَهُ حُبَّ طه لا لدنيا ولا مآربَ أخرى
خط َّ شعري بمصحف المدح ِ حرفاً هام شوقاً وخط َّ للحـُبِّ سطرا
مولدَ النور ما ذكرْتـُك إلا جرّ شعري بُرديه زهواً و بشرا
أيُّ عشق ٍ لا يستظلُّ بنعماكَ سيفنى ـ و إنْ توقــَّدَ ـ جمرا
أيُّ قلب لا يطمئن ُّ بنجواكَ سيغدو ـ و إنْ تجمّـلَ ـ قفرا
أنا أودعْتُ حـُبـَّهُ وصلاتي و سلامي عندَ المُهيمن ذخرا
زانَ شعري مدحُ النبيّ و إنـّي بمديحي مُحـمّداً زدْتُ قَدرا
