ومن بعد ما طفنا طواف وداعنا
رحلنا لمغنى المصطفى ومصلاه
ووالله لو أن الأسنة أشرعت
وقامت حروب دونه ما تركناه
ولو أننا نسعى على الروس دونه
ومن دونه جفن العيون فرشناه
وتملك منا بالوصول رقابنا
ويسلب منا كل شيء ملكناه
لكان يسيرا في محبة أحمد
وبالروح لو يشرى الوصال شريناه
ورب الورى لولا محمد لم نكن
لطيبة نسعى والركاب شددناه
ولولاه ما اشتقنا العقيق ولا قبا
ولولاه لم نهو المدينة لولاه
هو القصد إن غنت بنجد حداتنا
وإلا فما نجد وسلع أردناه
وما مكة والخيف قل لي ولا منى
وما عرفات قبل شرع أراناه
به شرفت تلك الأماكن كلها
وربك قد خص الحبيب وأعطاه
لمسجده سرنا وشدت رحالنا
وبين يديه شوقنا قد كشفناه
قطعنا إليه كل بر ومهمه
ولا شاغل إلا وعنا قطعناه
كذا عزمات السائرين لطيبة
رعى الله عزما للحبيب عزمناه
وكم جبل جزنا ورمل وحاجر
ولله كم واد وشعب عبرناه
ترنحنا الأشواق نحو محمد
فنسري ولا ندري بما قد سريناه
ولما بدا جزع العقيق رأيتنا
نشاوى سكارى فارحين برؤياه