قصيدة «إمام البشرية» للشاعر البحريني عبدالله خالد سليمان قاسم بني خالد الفائزة بالمركز الثالث في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الثانية لعام 2017، عن فئة الشعر النبطي.
القصيدة:
على روس السنين الغابرات وكذبة الآوثان
طغى صوت التناحر والعَرَب بالشّرْك مختاله
تسيّرهم قوانين وطبايع مـا لها عنوان
وثاراتٍ قديمه كـلّ واحد ورّث اعْياله
شتات اقوام بكتاب الضياع وصفحة الآزمان
تقلّبْها الشياطين ويدين العرْف قتّاله
كلوا من جيفة الآثام لين انْتَفخَت الآبدان
ويدين الجاهليه في عقول الناس عيّاله
ولَكِن يملكون اخلاق شرّفْهم بها المنّان
غنايمهم ليا اشتدّ الضّنَك واستعسرت حاله
وبعد عدّة قرون استفحلت بالتِيه والبهتان
أَذَن رب الخلايق ينبلج بالحقّ مرساله
رسول الله عليه افضل صلاة ورحمة الديّان
شفيع الناس في يومٍ كبير اشتدّ بـ اهواله
وُلِد فيهم يتيم ولَكِن اعْطى للوجود الْوان
ضيا وَجْهه ينير الآخشبين وهلّ همّاله
تبشِّرْ به مجرات الفضا والآرض والآديان
كإن النور من يدّ (الشِّفاء) استلّ يشتاله
شريف الآصل فجّاج الظلام وبالعرب نيشان
قبل لا يفتخر عمّه بـ أصله يفتخر خاله
هواشم من قريش اهل السقايه وجهة العربان
مقاديم الحجيج اللي من الآمصار جوّاله
يعرفه كل من جا له رسول من البشر والجان
نبيّ آخر زمان من الجزيره بيّن هلاله
ربَى سيّد ولد آدم وحيد وما معـاه اخوان
يكابد لوعة الآيام في حلّه وترحاله
تحلّا بالأمانه والمودّه صافي الوجدان
مُحمّد قبل لا يوصل كلامه تسبق افعاله
نشأ راعي غنم بين الوفى والطِّيب والآحسان
وتاجِر كلمته بين الخلايق دوم مكياله
هِنا وقفات مع راس الشموخ وقيمة الآكوان
هِنا وش كان سيّدنا العظيم وكانت اعماله
جميل بخَلقه وخُلقه وكل مـا فيه طاب وزان
عظيم الهامه وسَبْط الشَّعَر يـا طِيب منزاله
يشع الضيّ من وجهَهْ مشرّب أدعج الآعيان
سليل الخشم واسع فمّ ،فخم ،الخير بخْصاله
كثيف اللحيه وفي صوته البحّه بعيد اسنان
رقبته نور، مِبْعد منكب ، ومربوع بـ اوْصاله
عَرَقْه أطيب من المسك انخلط مع ريحة الريحان
والى منّه مشى غطّا جبال وغيم بـ ضْلاله
خَلقْه الله من بذرة كمال وما بها نقصان
سواة البدر في ليلة تمامه لفّتَه هاله
جسور اجود جواد مجمّل امجد ما لبس تيجان
يطول الطايله من طول طلْع وما حدٍ طاله
كريم مكرّم وكايد هَل الكيد وهَل النكران
وسيم موسّم بقَسْم النسيم ووسمَه اسْماله
بهيّ ابهى من الهيبه هنيّ مهيّب الكهّان
حليم حلومه تحدّ الحيا مـا تقصر حباله
تحت رجلينه الدنيا تسامى مفخره واذْعان
وعلى طاريه جرد نفوسنا بالحب سيّاله
من اسماءه محمّد أحمد المختار والبرهان
نبي الرحمه الداعي إلى اللهْ رحمته فاله
إمام المتّقين العروه الوثقى عظيم الشان
أبو القاسم بشير مبشِّرٍ والعز وافضاله
نبي التوبه الحاشر ومنذر من لظى النيران
نبي المرحمه مصدوق في حاله وفي ماله
ولا وفّيت في حقه وتعجز عنّه القيفان
قسم بالله يـا كل الشّعر يتقزّم بـ جاله
وجا موعد إلهي غيّر الدنيا وما قِد كان
بشاير طلّت الدين الحنيف وهيبة اقْباله
نزل جبريل من سابع سما متوشّح القرآن
على قلبٍ تعبّد في حِراء وروح رحّاله
يقول (إقرأ) وكانت كلمته للمصطفى إيذان
بتجديد الشرايع كلّها واعْراف محتاله
وراح لبيته الخوف ايحداه ويرتجف بردان
ينادي ( زمّلوني) من جزع بالغار يوحى له
بعدها تبتدي روح الرساله تسكن الشريان
وثبّتْه الولي بآيات عند الهمّ فعّاله
على جال الزمن والجاهليه منهج الآنسان
بزغ وجه الصباح وقَدّ ثوب الكفر بنْصاله
سرى الآسلام بصدور الرجال وصفوة الشجعان
يقوّيهم على الشّرْك اللعين وساير اشكاله
بدى التوحيد في مكه غريب يحدّه الطغيان
ولكن كلمة الله غالبه للكفْر و ارتاله
وصلْه الأمر بالهجره وخلّا زمرة الشيطان
إلى يثرِب وهو بين الليال ايرتّب رجاله
نصرْه الله من فوق العروش وبايَعَه فرسان
عطوه البيعه اللي في رقبة الوقت مدهاله
وغزواته من الآبواء عز وملحمة عمران
إلى غزوة تبوك وسولف التاريخ لاطْلاله
طوى صفحة هَل الكفر وقهر في دينه الخذلان
يا أشرف من وطى هالآرض من راسه إلى نْعاله
معاك عْجافها يا اطْهر ولد آدم تصير سْمان
تنادي كل ريضان الحجاز وغنّت ا جْباله
ذبحت الشرك وانهيت الفتن واستمسك البنيان
وقام الدّين بصدور العرب والمجد مدخاله
كإن ايدينك ان مدّيتها يا سيدي صنوان
دعيت لأمّتك وعذوقها لليوم ميّاله
تطير قلوبنا صوب المدينه والغلا جنحان
على ذكرك يـا نبراس الهُدى والخلْق زوّاله
نصحت الأمّه وطلت السما وكفوفك الميزان
ونشهد لك بَلَغْنا الدِّين بـ احْكامه وبـ انفاله
وأدّيت الأمانه كلّها يا ذروة الإيمان
وصار المجتمع بين النجوم الغرّ مقياله
مخلِّد سيرتك رب الخلايق منزل الفرقان
وصَلَّى الله على محمّد وصلَّى الله على آله
ترك فينا التعاليم الجليله واعشبت قيعان
وسيره باقيه بعد النشور بصادق اقواله
رحل واللي بقى منهج قويم وصادق التبيان
وخلّا الناس قدّام المحجّه وادْرك آماله
