أقول وآنست بالليل ناراً

لعل سراج الهدى قد أنارا

وإلا فما بال أفق الدجى

كأن سنا البرق منه استنارا

ونحن من الليل في حندس

فما باله قد تجلى نهاراً

وهذا النسيم شذا المسك قد

أعير أم المسك منه استعارا

بشائرُ صبح السرى أذنت

بأن الحبيب تدانى مزارا

جرى ذكرُ طيبه ما بيننا

فلا قلب في الركب إلا وطارا

حنيناً إلى أحمد المصطفى

وشوقاً يهيج الضلوع استعارا

ولما حللنا فناء الرسول

نزلنا بأكرم مجد جوارا

وقفنا بروضة دار السلام

نعيد السلام عليها مرارا

وحين دنونا لفرض السلام

قصرنا الخطى ولزمنا الوقارا

فما نرسل اللحظ إلا أختلاساً

ولا نرفع الطرف إلا انكسارا

ولا نظهر الوجد إلا اكتتاما

ولا نلفظ القول إلا سرارا

إليك إليك نبي الهدى

ركبت البحارا وجبت القفارا

دعاني إليك هوى كامن

أثار من الشوق ما قد أثارا

فناديتك لبيك داعي الهدى

وما كنت عنك أطيق اصطبارا

ولو كنت لا استطيع السبيل

لطرت ولو لم أصادف مطاراً

عسى لحظة لي منك في غدٍ

تمهد لي في الجنان القرارا