وصلت قصيدة “بوح المريد” للشاعر السعيد عبد الكريم محمد السيد حسين للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

 

السعيد عبد الكريم محمد السيد حسين، هو شاعر مصري مولود في محافظة الداقهلية، وقد تخرج في في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وحصل على عضوية اتحاد الكتاب المصري، وقد نشرت قصائده بكافة وسائل الإعلام المصرية والعربية.

كتب حول أشعاره أبحاث لنيل درجة الأستاذية، كبحث (المفارقة اللفظية) الذي نشر بالعدد 74 من مجلة دار العلوم المحكمة، وتحول إلى كتاب يدرس بالجامعة، كما كتب عن شعره كثير من النقاد أبحاثاً.

ومن اعماله ديوان (تجليات اختلاط الماء)، وديوان (من سرق الحقيبة)، وديوان (لا تمر للعاصفة)، وديوان (ركعتان مما علي)، وله تحت الطبع بضعة دواوين.

 

 

القصيدة:

صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ وَالأُمَنَاءُ

وَتَعَاظَمَتْ نَسَبًا بِكَ الأسْمَاءُ

أنَا إنْ مَدَحْتُكَ لا تَفِيكَ مَدَائِحٌ

ولَإِنْ  فَدَيْتُكَ لا تَفِي آبَاءُ

يا صَفْوَةَ الرَّحْمَنِ مُذْ نُطِفَتْ بِهِ

وَتَضَوَّعَتْ بَيْنَ الوَرَى وَسْمَاءُ

كُلُّ الخَلاَئِقِ إنْ تَسَامَتْ فِطْرَةً

سَتَرَاكَ نُورًا وَالطَّرِيقُ يُضَاءُ

أوَلَسْتَ مَنْ هَزَّ السَّمَاءَ عُرُوجُهُ ؟!

وَطْءُ الجَلَالِ عَلَى السَّمَاءِ مَضَاءُ

مَيْلُ القُلُوبِ إلَى رِحَابِكَ فِطْرَةٌ

فُطِرَتْ عَلَيْهَا وَالقُلُوبُ هَوَاءُ

وَنَدَى خُطَاكَ عَلَى الثَّرَى مِنْ سِرِّهِ

رِيُّ الحَيَاةِ وَنُورُهَا الوَضَّاءُ

قُرْآنَ تَمْشِي وَالصِّحَابَةُ تَقْتَدِي

وَالسَّلْسَبِيلُ السُّنَّةُ الغَرَّاءُ

وَجُعِلْتَ فِي رَوْضِ البَيَانِ أمِيرَهُمْ

فَإذَا الصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ وُزَرَاءُ

وَرَسَمْتَ دَرْبًا لِلْهُدَى بِبَلاَغَةٍ

وَفَصَاحَةٍ يَعْيَا لَهَا الحُكَمَاءُ

أَوَلَسْتَ مَنْ شَقَّ الملاَكُ بِصَدْرِهِ

بَابَ العُلُومِ يُعَلَّمُ النُّجَبَاءُ

هُمْ أخْرَجُوكَ وَأنْتَ كَفُّ وُرُودِهم

والنُّورُ فِي الوَجْهِ الرِّضَا لَألَاءُ

قَلْبِي فِدَاكَ وَأنْتَ تُدْمَى دَاعِيًا

وَعَلَى المدَى يُغْرَى بِكَ السُّفَهَاءُ

عَدَّاسُ يَعْرِفُ أَنَّهُ لَنَبِيُّهُ

وَالْكَرْمُ يَشْهَدُ وَالحَصَي والماءُ

مَا دَمْدَمَاتُ الأَرْضِ إلَّا غَضْبَةٌ

وَمَلائِكُ الرَّحْمَنِ وَالأجْوَاءُ

لَكِنَّكَ المبْعُوثُ فِينَا رَحْمَةً

مِنْ رَحْمَةٍ مَا مَسَّهَا بَغْضَاءُ

فَرَجَوْتَ رَبَّكَ لَا يُميتُ قُلُوبَنَا

فَإذَا القُلُوبُ لِنُورِهِ أُسَرَاءُ

لا شَيْءَ يَسْهُلُ وَصْفُهُ هُزِمُوا وَمِنْ

جَلَلِ الصِّفَاتِ الحَرْفُ وَالشُعَرَاء

فَصَغِيرُ فَضْلِكَ لِلْفَضَائِلِ سَيّد

وَغِرَاسُ عَفْوِكَ أَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ

أنَا لَا أسُوقُ لِنُورِ نُورِكَ حُجَّةً

كَيْ يُبْهِتَ الكُفَّارُ وَالجُهَلَاءُ

تَحْتَاجُ كَيْفَ؟ وَأنْتَ مَنْ عَلَّمْتَهُمْ

مَنْعُ الأذَى مَا اسْتَشْرَتِ الأقْذَاءُ

عَلَّمْتَهُمْ طِبَّ الطَهَارَةِ وَالتُّقَي

لتصِحَّ أبْدَانٌ بِهَا إعْيَاءُ

والطِّبُّ خَلْفَكَ حَابِيًا مُتَلَعْثِمًا

لِيُقَرَّ طِبَّكَ وَالبَلاَءُ سِقَاءُ

عَلَّمْتَهُمْ أنَّ الحَيَاةَ غِرَاسُهُمْ

وَلَهُمْ تُعَدُّ الجَنَّةُ الفَيْحَاءُ

مَنْ عَلَّمَ الدُّنْيَا بِنُورِ حَيَائِهِ

اللهُ يَمْنَعُ للوَرَي وَيَشَاءُ

لَكَمِ اسْتَعَنْتُ بِطِيبِ وَصْلِكَ شَافِيًا

فَشَفَى العُضَالَ وَأوْرَقَتْ عَجْفَاءُ

وإذَا تَضِيقُ أَضَأْتُ نُورَكَ فِي دَمِي

فَتَكَاشَفَتْ مِنْ عِرْقِهِ الظَّلْمَاءُ

فَأنَا المرِيدُ صَبَا لشَرْبَةِ لا ظَمَا

يَا سَاقِيًا وَالعَاشِقُونَ ظِمَاءُ

نَاوَلْتَ مُدَّكَ مُتْرَعًا فِي رَحْمَةٍ

وَسَألْتَ تَحْتَ العَرْشِ.. وَالفُقَرَاءٌ..؟

وَبَسَطْتَ وُدَّكَ للضِّعَافِ تَفَيّأُوا

وَتَسَامَقَتْ في ظِلِّكَ الأفْيَاءُ

فَصِلِ المرِيدَ إلَى مَقَامِ الكَشْف ِ

إنْ تَأذَنْ لَهُ يَا أيُّهَا الوَجَّاءُ

أشْكُو إلَيْكَ بِمَا تَفِيضُ جَوَانِحِي

وَإلَيْكَ بَعْدَ اللهِ مُدَّ رَجَاءُ

المسْلِمُونَ دِيَارُهُمْ ضَاقَتْ بِهِمْ

وَتَنَاهَشَتْ لَحْمَ الكِرَامِ جِرَاءُ

وَطِئَ التَّتَارُ دَيَارَنَا، أوْرَادُنَا

ذُبِحَتْ هُنَا وَدِمَشْقُكَ الفَيْحَاءُ

(بُورْمَا) يَرِفُّ صِغَارُنَا ذَبْحًا بِهَا

رَفَّ الحَمَائِمِ وَالـمُدَى خَرْقَاءُ

مَنْ للصِّغَارِ عَلَى اللَّظَى تُكْوَى الوُجُوهُ

وَنُورُهَا وتُقَطَّعُ الأعْضَاءُ

أحْبَابُكَ الأوْلَى بِنُورِ رَسُولِهِمْ

لَنَظُنُّهُمْ وَتَرًا وَهُمْ فُرَقَاءُ

فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ العَلِيمِ فَكَمْ تَرَى

أحْبَابَكَ اسْتَمْرُوا الذُّنُوبَ وَبَاءُوا

لَوْ كُنْتَ حَيًّا بَيْنَنَا لَبَكَيْتَنَا

حَتَّى ارْتَوَتْ مِنْ دَمْعِكَ الصَّحَرَاءُ

رَأْسُ المؤَذِّنِ عِنْدَنَا مَقْطُوعَةٌ

صارَ الأذَانُ بأمْرِهِمْ ما شَاءُوا

والفَرْحُ ما زَارَ الدِّيَارَ لِصِبْيَةٍ

لاَ جَرْمَ إلَّا أنَّهُمْ أحْيَاءُ

لَمْ تَكْتَحِلْ عَيْنُ البَنَاتِ فَفِي

المكَاحِلِ عَظْمُنَا وَالمِلَّةُ الغَرَّاءُ

بَوْحُ الْمُرِيدِ بَدِيلُ ذِبْحِ وَرِيدِهِ

فالسَّاقُ تِنْمُو وَالسُّمُومُ لِحَاءُ