وصلت قصيدة “بُــرْدةُ العـاشِـقين” للشاعر د.ناصــر شـــبانــه، للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

 

الشاعر ناصر يوسف إبراهيم جابر، المعروف بـ”ناصر شبانه” هو شاعر وناقد وأكاديمي، مولود في الأردن عام 1968، عمل في عدد من الجامعات منها: الجماعة الأردنية وجامعة أم القرى في مكة المكرمة، ويعمل حاليا في الجامعة الهاشمية في الأردن. له عدد من المؤلفات موزع بين النقد والشعر وأدب الأطفال، وعدد من البحوث المنشورة والدراسات والمقالات، وعدد كبير من الأعمال الفنية والأناشيد وأغاني الأطفال المبثوثة في القنوات التلفازية.

شارك في عديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعربية والعالمية، وحصل على عدد من الجوائز المحلية والعربية في الشعر والنقد وأدب الأطفال.

 

 

القصيدة:

إذا مَـــــــالَ جِـــــذْعٌ إليكَ وحَنّـــــا

أليْـــــسَ يَحِـــــنُّ الغَــــــــــــريبُ المعنّى

 

وإنْ ظلّلتْـــــــكَ الغَمامَةُ يَــــــوْمَـــــــًا

فَـــــذَاكَ لتزدَادَ طُهْــــــــــــــرًا وحُسْــــــــــــنا

 

وإنْ شُـقَّ بَــدْرُ السّما يا حبيبي

لأجْلِكَ، فَهْــــــو مــــــن البُعْـــــــدِ جُنّـــا

 

أحِــــنُّ أجَلْ إنّني مَحْضُ قَــــلْبٍ

يُسَــــــــافِــرُ في الشّوْقِ حَرْفًا ولوْنـــا

 

أحِنُّ وقـــــــــــدْ فاضَ فـــيَّ الحَنينُ

كأنّـــــــي قَصِيْـــــــــــدةُ حُــــــــــبٍّ تُغنّــــــى

 

أحِـــــــنُّ فيا ويْـــــحَ قلبي المحِــــبِّ

وقد عانَقَ الشَّمـسَ معْنى ومبْنى

 

أُحبُّكَ ما طارَ طيْــــرُ الغَـــــــــرَامِ

وحَــــطَّ على غُصْنِ قلبي وغنّـــــــى

 

أُحبّكَ أنتَ الــــــــــدّواءُ لِـــدَائِــــــــــي

ودائِــــــــي اســــــــتطــــالَ بقلبي فأنّــــــــــا

 

دُمُوعِي تَشُقُّ خُدُودِي وتَجري

لتضْـــــــــــرِبَ دُفَّـــــًا وتَعْــــــزفَ لحْنَــــــــا

 

وتَصْــــــدَحَ: أنتَ إمامُ البَــــرايَــــــا

فإنْ سِرْتَ سِـرْنا وإن عُدْتَ عُـدْنا

 

رَسُولَ المَحَبّـــــــــةِ أنْتَ النَّــــــــوافِــــــذُ

مُشْــــــــــــــرَعـَــــــــــــةً للنّهــــــارِ المحنّـــــــــى

 

لأجلِكَ تَخْضرُّ هَــــذي القَوافِـــــــــي

ويُـــــــــورِقُ حَـــــــــــرْفٌ ويُــــــــوْلَدُ معْنـى

 

ويَنْسَى الصّبابـَــــــــةَ مَجْنُـــونُ ليلى

ويَهْجُــــرُ قَيْــــــــــــــــــسٌ مَنَــــــــــازلَ لُبْنَـى

 

هَـــــــواكَ فُـــــــــــراتٌ كنَهْـــــرِكَ إنِّــــــــــي

بـــــــه عُــــدْتُ طِفْـلا وكنتُ المسِــــــنّا

 

وحبُّكَ عُمْـــــــــــــرٌ لعُمْــــــــــري وإنّـــــي

لأعْجَبُ مـــــــن عاشِقٍ مَـاتَ حُزْنا

 

أتَــــــتْكَ وُفُـــــــــودٌ بهـــــــا مـــــا بِصَـــبِّ

من الوَجْــــدِ، ما فيهمُو مـن تأنّـــى

 

أتَــــــوْكَ خِماصًا فعَــــــادُوا بِطـــــــــانًا

وجِئْتُـكَ ظِمئًا وغَــــــادَرْتُ مُـــــزْنَــــــــــــا

 

تَمَنّـــى لقــــــــاءَكَ لـــــــو في مَنَـــــامي

فـــــــــــــــــؤادِي المتيّــــمُ لمــــــــــــــــــا تَمنّــــــــــــــــــى

 

وباتَ بهِ الـــــــــــوَجْدُ لفْظًا صَـــريحًا

وَقَـــــــــدْ كان بيـــنَ القَـــــوافِــــــــــي يُكَنّى

 

بَــــــــرَانا الهَوَى يــــــــــــا حَبيبُ وإنّـــــــــا

لنَطْمَـــعُ بالقُــــــــرْبِ أدْنَـــــــــى وأدْنَــــــــــى

 

بُعِثْتَ فهلْ كَوْكَبٌ شَــقَّ ليْـــــــــــــــــــلا

أم انَّ النّجــــــــــومَ تقــــــرّبْــــــــــنَ منّـــــــــــــا؟

 

بُعِثْتَ بكَ الأرضُ شَعّتْ ضِيَــــاءً

وسَهْلا غَـــــــدا بكَ مـــــــا كان حَــــــزْنا

 

تجلّيتَ في النّاسِ بَـــــــرًّا رَحيْــــــــــــمًا

ونَخْـــــــــــلا ونَهْــــــرًا وغَيْمًا وغُــصْنــــــــا

 

وآمِنَــــــــــةٌ لــــــــم تلِــدْ مَحْـضَ طِفْــــــلٍ

ولكنّها أهْــــــــدَتِ الأرضَ أمْنَــــــــــــــــــــــا

 

وجَادَتْ على كَوْنِنا بنْتُ وهْـبٍ

بموهِبَـــــــــــــــةٍ مِثلُها مـــــــــــــــا تَسَـــــــــــــــــنّى

 

أضَافَتْ إلى الأرْضِ بُعْدًا جَديْدًا

وزَادَتْ على كَــــــوْنِنــــــا الفَـــــرْدِ كَــــوْنا

 

فنامَتْ جُفُـــونُ الوَرى دَوْنَ خَوْفٍ

وقَـــــــــرّتْ جُمُــــــوْعُ المحبّيــــــــن عَيْنــــــا

 

ظنّناكَ طِفْـــــــــلا وتَسْــــــــــكنُ بَطْنـــــًا

فلم نَعْهَدِ الشَّـــــمْــــــــسَ تَسْكُنُ بَطْنـــــا

 

رَسُـــــــــــــولَ الهـــــــــــدايَــــــةِ عُــــــــدْ يـــــــا حبيبي

لكي تَمْـــــــلأ الأرْضَ عَــــــــدْلا ومَنّـــــــــــا

 

فقدْ مَاتَتِ الخيــــلُ فينـــــــــا ومَـــــا مِــــــنْ

عَـــــــــــــدوٍّ يُقيــــــــمُ لنــــــــــــــــــــا الآن وَزْنــــــــــــــا

 

ومـــــــــــا عـــــــــــادَ منّــــــــــا رِجَـــــــالٌ أُبـــــــــاةٌ

يـــــذودُون وقـــتَ الشَّـــــــــــــــــــدائــــــــدِ عنّــــــا

 

بنــــــــــــــــادقُــــنَــــــــــــــــــا لا تُصَــــــــــــــــــــــــــوَّب إلا

لــرأسِ الصَّــــــــديـــــــــــــقِ ضَلالا وجُبْنا

 

عَـــــــــــلا صَدأٌ كلَّ سَيْفٍ صَقِيْـــــــــــلٍ

ولا مَــــــــــــــنْ يَسِـنٍّ الظُّبا كي تُسَـــــــــــنَّا

 

صَـــــرَخْنَــــــــــــا فلم يَسْــــمَعِ الميِّتُــــــون

اســــــــتَغَثْنـــا وكلُّ الـــــــــــدُّنــــــــــا لم تُغِثْنا

 

فأيْــــــنَ عليٌّ وسَـــــــــعْـــــدٌ وعَمْـــــــــــــــروٌ

وأيْــــنَ اخْتَفَــــــى خَــــــــــــــــالـــــــــدٌ والمثنّى

 

وَأَدْنَـــــــــــا المــــــــــرُوءَاتِ جَهْلا وظُلْمًا

فأنَّــــــى تَعُــــــودُ المــــــــــــــروءاتُ أنَّــــــــــى؟

 

ومَسْــــــــــــرَاكَ قـــــــــدْ دنّسَـــــــتْه البَغَــــايا

وقـــدْ باتَ مُسْــــــــــــتوطناتٍ وسِـــــجْنَــــا

 

وقَـــــــدْ حاصَــــــــرَتْهُ المنايـــا وألقَــــــتْ

عليــــــــــهِ العنـــــــاكبُ نَسْـــــــيًا وَوَهْـــــنَـــــــا

 

سَــمِعْنا الحَرائرَ يصْـــــرُخْـــــــــنَ فيـــــــهِ

ولكنْ صَمَمْنا عن الصّـــــــوتِ أُذْنَــــا

 

فعُـــــــــــــذْرًا رســـــــــــــــــولَ الهدايــــــــةِ إنّا

غَلبْنـــــــا العـــــــــــــــدوَّ بنـــــــــومٍ فنِمْنــــــــــــــــــا

 

إذا ما أسَـــــــــــــــاءَتْ قُلُــــوبٌ ظُنُـــــــــونًا

فَقَـــــــــدْ أحْسَـــــــــنَ القلبُ باللهِ ظَـنَّـــــــــــــا

 

خَرَجْتُ من القَـفْـــــــرِ أرثِـــي لحالــي

فكنْتَ لـــــــــــرُوحِي الجديبَـــــــــــةِ مَغنـى

 

وكُنْــــتَ قَطيفَـــــــــــةَ ضَــــــــــــــــــوْءٍ بليلي

وكنْــــــــتَ لمنْفَــــــــــــــــايَ بَيْتًا وسُـــــــــكنى

 

إذا سَاءَني الدَّهْــــرُ فــــــي أيِّ أمْـــــرٍ

فحُسْنُكَ قـــــد أبْـــــدَلَ السُّـــوءَ حُسْـــنى

 

“عليكَ الصَّلاةُ عليكَ السَّـــــــــــــــلامُ”

أعِيْـــــــــشُ بهـــــــــا آمِنَـــــــــــــًا مُطمئنّـــــــــــــا

 

إذا زلَّ خَطْــــوي تُـقِيْـــــــــــــلُ عِـثَــــــاري

وإنْ جَـــــنَّ ليلي فنُـــــــــــــــــورُك أسْــــــــنى

 

فيـَــــــــــا أيّها الــــــــــرّكبُ عَـــــرّجْ عليْهمْ

وبلّـــــغْ غـَــــــــــــــــــرَامَ المحبّيــــــــــن عـنّـــــــــــــــــــا

 

وأقْــــــــرِئْ سَــــلامِي إلى مَــــــنْ هَـــوَاهُ

على القلبِ قَـــدْ بــَـات شَهْدًا وَسَمْنا

 

وإنْ كانَ فـــــي الحُبِّ فِقْــــــهٌ فإنّــــــي

رأيْتُ هَــــــوَاكَ على القلْبِ رُكْنَـــــــــــــــــا

 

عَليْكَ مِــــــــــــــنَ اللهِ أزْكَـــى صَـــــــــلاةٍ

لأَنْــــــتَ مِــــــنَ الأمِّ أسْـــــمَى وأحْنَـــــــى