تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيها

حتّى ذكَرْتُك فانْهالتْ قوافيها
(محمّدٌ) قُلْتُ فاخْضرّت رُبى

لُغتي وسالَ نَهْرُ فُراتٌ في بواديها
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ

وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها
تفتحتْ زهرةُ الالفاظِ فاحَ بها

مِسْكٌ من القُبّة الخضراء يأتيهأ
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلها

وفجرّ الغار نبعا في فيافيها
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيتْ

لو لمْ تكُن يا رسول الله هاديها
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بها

الى ذ ُرى النور فانجابت دياجيها
أشرقتَ فيها إماما للهُدى علَماً

ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريها
وحّدْت بالدين والايمان موقفها

ومنْ سواك على حُب يؤاخيها
كُنت الامامَ لها في كلّ معْتَرَكٍ

وكنت أسوة قاصيها ودانيها
في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتدرا

طودا وقفْتَ وأعلى من عواليها
رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنها

فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيها