وصلت قصيدة “تلاوة في محراب لا يغيب” للشاعرة نفين بشير، للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

 

الشاعرة المقدسية نفين بشير، هي من مدينة عكا في (فلسطين المحتلة) ومقيمة في القدس. تعمل معلمة رياضيات، وتدرس الحقوق، كما تعمل في شركة برمجيات بالإضافة إلى عملها في التدريس.

بدأت بشير في كتابة الشعر منذ ستة أعوام تقريبا، وتعد مشاركتها في جائزة كتارا شاعر الرسول – صلى الله عليه وسلم –  هي التجربة الأولى في كتابة المديح النبوي، وللشاعرة ديوان ومجموعة شعرية قيد الطباعة، كما أنها عضو في منتدى الصالون الأدبي الفلسطيني.

وتصف الشاعرة نفين بشير هذه التجربة، بأنها أضافت إليها الكثير على الصعيد الشخصي والثقافي والأدبي، حيث كانت بمثابة وثيقة انتماء إلى نبينا العظيم وإلى العروبة التي نعتز بها.

 

 

القصيدة:

تــأويـلُ  نـــورٍ بــأحـداقِ الـــرؤى ثَـمِـلُ

يـجـتاحُ قـلبي.. كـأسرارِ الـهوى عَـجِلُ

دهــرٌ  مـن الـصبرِ مـا أرسـلتُ قـافيتي

إلّا  قــنـتُّ.. وفـــي أنـفـاسِـها الــوَجـلُ

ومـــا  عــزفـتُ عــلـى مــعـراج تـوبـتها

إلا  وذكــــركَ مــــن أصــدائـهـا جــلــلُ

حـدّثـتُ  نـفـسي وكـونٌ مـنك يُـقرِئني

بـيـن الـسـطورِ دمـوعًـا لـيـس تُـخـتزلُ

حـدثـتـهـا  وبــنــاتُ الــفـكـرِ حــاســرةٌ

وقــابــهـنَّ  مـــرايــا الـــوجــد تُـعـتـقـلُ

وحـفنةٌ مـن دعـاءِ القدسِ شرق دمي

أمـامـهـا  أولــيـاء الـشـعـر قـــد مـثـلـوا

زادي  وصـايـا مــن الأقـصـى وصـخـرته

حــنّـت  إلـــى قــدم ..صَـبْـرَين تـنـتعلُ

نــاءٍ  مــداك وفــي صـوتي دمـوع أبـي

وخـوف  أمـي ..سـقى مسراهما طللُ

وفــي دمـي مـن خـيول الـحبِّ أخـيلةٌ

أسـرجـتـها  وبـكـفّـي الـغـيـمُ يـنـهـملُ

فـأعـشبتْ فــي خـريـفِ الــروحِ أزمـنةٌ

وأورقــتْ  مـن ضـياءِ الـمصطفى سُـبلُ

مـولاي  .. مـا ذنـبها والـكونُ مـصطخبٌ

إن قـصّرتْ عـن مـدى أوصافِك الجُمل؟ُ

مـولاي  .. لا مـهجتي تـكفي فأسكبها

ولا  يـجـيبُ ســؤالَ الـذابـل الـبـلـــلُ

نــجـوايَ  قـيـثـارةٍ.. عــمـري بـهـا وتــرٌ

خـرسـاء  قـافـيتي والـصـمتُ يـرتـجلُ..

لَـحـنـينِ  مِــن ورقٍ ..عـيـنايَ تـنـقشه

وجـدًا  فـصيحًا عـلى الـوجْناتِ يَـنسدلُ

لــلـدمـع  بـسـمـلة حــيـرى كـأحـجـيةٍ

صــلّـتْ بـمـحـرابها أقــواسُـه الأُسُـــلُ

يـمـضي  بــيَ الـنـورُ يــا مـولاي أمـنية

بـيـضاء مــن غـير سـوءٍ خـدُّها الـخجَلُ

ويـمـسح الأفــقَ الـتـاريخُ عـن وجـعي

وتـسـتجير بـدافـي دهـشـتي الـمـقلُ

يـــا أيــهـا الـفـجر مــا غــادرتَ داجـيـةً

فـي مـحكم الـجهل إلّا مـسّها الـطّفَلُ

ولا  طــرقْـتَ بـلـيـل الــشـركِ مَـمـلـكة

إلا  فــتـحـتَ رؤى والــصـبـحُ مـكـتـحـلُ

مــن  غـيـهب بـزغـت أنــوارُ حـكـمتكم

بــشـراكِ آمــنـةٌ ..قــد أشــرق الأمــلُ

بــشـراكِ..  مـعـجـزةٌ تــاه الـزمـان بـهـا

لـــو  صـابـهـا غــلـلٌ لاغـــرورقَ الـغَـلَلُ

طـفـلٌ..  وسـبـحان مَـن سـوّاه خـاتمةً

مـسـكاً  لـفاتحةٍ ..فـيه انـتهى الـرُسُلُ

نـاغـاه مـبـتسما بـدر الـدجى وسـعى

مـــن  حــيـثُ تــأمـرُه يـمـنـاه يـمـتـثلُ

إن  ســـار.. قـبّـلَ ثـغـرُ الأرض خـطـوتَه

شـوقـا إلـيـه وصـلّـى الـسهل والـجبلُ

مَـن  غُـسِّل الـثلج مِـن شـقيِّ مهجته

أكـــرمْ بـثـلجٍ ..بـطـهر الــروح يـغـتسلُ

لا  تُــمــرِعُ الأرض إلا حــيــث يـكـرمـها

مــن  لـثم رجـليه يـنمو زرعـها الـخَضِلُ

يـمـشـي  ومـــن فـوقـه غـيـمٌ يـظـلّلُه

نــعـم  الـمـسير ونـعـم الـنـور والـظـلَلُ

هــذا الـذي تـعشق الـبطحاء سـجدتَه

الأدعــجُ  الأكـحـلُ.. الـوافـي إذا خـذلوا

هـــذا  الـــذي أكْــبـرَ الـتـاريـخُ أحــرفَـه

فـالـذكـر  مـشـتغلٌ والـحـمد مـشـتعلُ

والــعـفـو ســيـرتُـه و الــعـدلُ صــورتُـه

والـصـبـرُ  شـيـمـتُه والـخُـلْـق مُـكـتملُ

مِـــن  قـبـلِـه كـــان لــلأعـراب مـنـزلـةٌ

خـرقـاءُ..فـيها تُــجَـلُّ الّـــلات أو هُــبَـلُ

وحــيـثـمـا  وُئـــــدتْ لـلـصـبـحِ أمــنـيـةٌ

تـبـجّحَ الـكـفرُ فــي أنـفاسِ مَـن قـتلوا

بــئـس  الـعـبـيدُ وهـــذا الــحـرّ بـيـنهمُ

عـن أعـدلِ الـخلق قـد زاغوا وما عدلوا

مُـذ  أودعـوا الـغارَ سـرَّ الحبِّ سنَّ لهم

نــهـجـاً  إلـــى الله لا غـــيٌّ ولا خــلـلُ

كـــم  رتّــلَ الـصـادق الـمـأمون تـذكـرةً

راحـــت  بـهـا الـسـيرة الـغـراء تـرتـحلُ

فـكـان كـالـطودِ حـيـن الـنـاسُ راجـفـة

وكـــانَ  عـزمـهمُ حـيـن الـخـطى زلــل

وكـــان  عـيْـنًـا بــعـذبِ الـنُـصحِ جـاريـة

تُـشـفى  جـراح الـضنى مـنها فـتندملُ

تسقي الضفافَ هدى الإيمانِ ..مُلهمةً

مـجـرى الـريـاح بـأنْ فـي سـعيه مُـثُلُ

يــا  شـهقة الـنهر حـين الـماء مـختنق

مــن راحـتـيك عـمـيمُ الـغـيث مـنـتهلُ

ومــن فـضـائلك الـحسنى.. نـميرُ رؤىً

يـسـقي  الأنــام فــلا يـزري بـه وشـلُ

يــا  كـامـلَ الـحـسن والأوصـافُ عـابقةٌ

أزكـى مـن الـورد.. مـكنوزًا بـك العسلُ

يــا سـيدي ..يـا رجـاء الـتائه انـسدلتْ

فـينا  الـدجى حـجبا..واستحكم الدجلُ

مــــاذا  تــغـيَّـر فـــي الـمـيـزانِ كـفَّـتِـه

حـتى عـن الـحقِّ مال القوم وانعزلوا؟!

تـاهـوا عـن الـدين أعـواما ومـا حـفظوا

أمَّ الـكـتاب الـذي عـن هـديه انـشغلوا

وكــلــمـا  اقــتـرفـوا مـيـثـاقـا افــتـرقـوا

وكـلـما  اتـفـقوا.. شــقّ الـرجـا الـجَدلُ

وأزهــق.. الــروح_ بـاسـم الله_ قـاتلُها

يــدعـو إلـــى الله.. تـكـبـيرًا.. ويـنـتحلُ

حــتـى  الـزعـيم غــدا ربًّــا لــه رســلٌ

والـشـعبُ صــار إلــى الــلا ربِّ يـبتهلُ

مــن يـشـفع الآن لـلعاصين فـي زمـنٍ

مــــــادت  بــــــه دولٌ…أيــامــنـا دولُ؟

يـــا أيــهـا الـمـجـتبى ضِـعـنـا وضـيَـعنا

حـبلٌ بـه اعـتصمتْ أحـلامُ مـن جـهلوا

حـتّام نـطلب فـي لـيل الـضلال هدًى؟

ونـهـجـك  الـفـجـر والإحـسـان والأمــلُ

عـلـيـك  صـلـّيـتُ مـــا صــلـّتْ مـلائـكة

ومـــا  تـنـفّـس صــبـحٌ وانـتـهـى أجــلُ