بَدْرُ النُّبُوَّةِ بِالْهِدَايَةِ جَاءَ
يِبْغِي السَّلَامَ وَيَنْصُرُ الضُّعَفَاءَ
فَلَقَدْ أَحَاطَ الْكَوْنَ قَبْلَ هِلَالِهِ
لَيْلٌ بَغِيضٌ يَحْمِلُ الظَّلْمَاءَ
اَلْكَوْنُ يُفْسِدُهُ نِفَاقٌ فَاضِحٌ
وَالظُّلْمُ يُغْرِي الْعُهْرَ وَالسُّفَهَاءَ
وَرَحَى الْحُرُوبِ تَدُورُ بَيْنَ جُمُوعِهِمْ
يَتَأَهَّبُونَ لَهَا صَبَاحَ مَسَاءَ
تَمْشِي كَغُولٍ مُرْهِبٍ مُتَوَحِّشٍ
تَطْوِي الْأَنَامَ تُدَمِّرُ الْأَشْيَاءَ
وَأَدُوا الْبَنَاتَ بِدُونِ ذَنْبٍ بَيِّنٍ
تَاللَّهِ مَا أَقْسَاهُمُ الْجُهَلَاءَ!!!
نَضُبَ التَّرَاحُمُ بَيْنَهُمْ فَرِبَاهُمُ
جَعَلَ الْمَوَدَّةَ غِلْظَةً وَجَفَاءَ
وَالزَّيْفُ وَالْإِلْحَادُ مَنْهَجُ غَيِّهِمْ
قَدْ بَاتَ شَرْعاً ثَابِتاً وَرِدَاءَ
وَفَوَاحِشٌ نَشَرَتْ لَظَاهَا بَيْنَهُمْ
وَرَذَائِلٌ قَدْ زَادَتِ الْأَعْبَاءَ
بَاعُوا الْعَبِيدَ بِذِلَّةٍ وَمَهَانَةٍ
مَا أَفْظَعَ الْأَنْذَالَ وَالْجُبَنَاءَ!!!
وَالسَّيِّدُ الْمَغْرُورُ يَلْهُو مَا دَرَى
أَنَّ الْغُرُورَ يُحِيلُهُ أَشْلَاءَ
وَالنَّاسُ بَاتَتْ لَا تُجِلُّ تَسَامُحاً
وَالْكَوْنُ يَشْكُو الْبُغْضَ وَالشَّحْنَاءَ
وَأَهَلَّ فِي الْأَكْوَانِ نُورُ مُحَمَّدٍ
يَمْحُو الظَّلَامَ وَيُنْقِذُ الْبُؤَسَاءَ
وُلِدَ الْهُدَى خَيْرُ الْأَنَامِ جَمِيعِهِمْ
فَأَحَلَّ فِيهِمْ نَخْوَةً وَإِبَاءَ
فَرِحَتْ بِهِ الدُّنْيَا فَطَلْعَةُ فَجْرِهِ
مَلَأَتْ قُلُوبَ الْعَالَمِينَ إِخَاءَ
يَا كَوْكَبَ التَّوْحِيدِ يَا عَلَمَ الْهُدَى
ذِكْرَاكَ فَاضَتْ فِي النُّفُوسِ رَجَاءَ
لِنَرَى جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ بِوَحْدَةٍ
تُلْغِي الشِّقَاقَ وَتُذْهِبُ الْبَغْضَاءَ
وَنُعِيدَ لِلْإِسْلَامِ سَابِقَ مَجْدِهِ
فِي صَحْوَةٍ لَا تَرْهَبُ الْأَعْدَاءَ
وَنُلَقِّنَ الدُّنْيَا دُرُوسَ عَدَالَةٍ
تُلْفِي الْجَمِيعَ بِشَرْعِهَا سُعَدَاءَ