وصلت قصيدة “رواءٌ لظماءِ الكونْ” للشاعرة مناهل فتحي، للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

 

الدكتورة مناهل فتحي حسن سالم، هي شاعرة وروائية سودانية بدأت الكتابة منذ السابعة من عمرها، ولها العديد من المشاركات في المنتديات والمهرجانات السودانية والإماراتية، ووثق لها الإعلام السوداني في سم مبكرة. للدكتور مناهل خمس قصائد ضمن كتاب (أجمل عشرين قصيدة نسائية في السودان) الصادر عن المركز الثقافي العالمي في الخرطوم 2003.

أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى في عام 2014 بعنوان (أوجاع النساء)، وتستعد لإصدار ديوانها الثاني كما لها رواية تحت الطبع. وحازت على المركز الخامس في مسابقة أمير الشعراء في موسمها السادس 2015.

 

القصيدة:

لسيرةِ معْشُوْقِي فُؤادِيَ يرْجُف

كليمٌ علي نصْلِ المسافةِ ينزِفُ

 

أسيرُ وخطوي في الرمال مباركٌ

وكلُّ خطىً تُمشى إليهِ تُؤَرْشَفُ

 

خلعتُ حِدادي إِذْ وصلتُ لبابهِ

وعُدْتُ لِحِنّاءٍ محاها التأسُفُ

 

محمدُ ياروحَ الوُجودِ وسِّرهُ

ويااسماً إليهِ الكائناتُ تَلَهَّفُ

 

على خجلٍ أرفو الحروفَ، ألمُّها

فما لغةٍ ترقى لوصفِكَ أعرفُ

 

أَرَقْتُ نشيدِي فوق دربِكَ علَّهُ

تصادِفُه ذِكرى خُطاكَ فيَشرُفُ

 

مشيتَ وحَفَّتْكَ الملائِكُ واثِقاً

كأنك للأُفْقِ الكئِيبِ تُزخرِفُ

 

ولما رأى البدرُ اكتمالكَ تحتهُ

ووهجاً بعينيكَ الشرِيْفةِ يَخْطُفُ

 

أشاحَ انبِهاراً عنك فانشَّقَ وجْهُهُ

وراح يواري جانبيهِ ويخْسِفُ

 

أُنادِيكَ تستسقِي الغمامَ لِفِتْيةٍ

ظِماءٍ من القدسِ السليبةِ قُطِّفوا

 

لِثكلى على أرضِ العِراقِ فُؤادُها

توقَّفَ، والأَحزانُ لاتتوقَّفُ

 

لِطِفلٍ دمشقيِّ المواجعِ آفلٍ

على الشطِّ يمناه الصغيرةُ تزحفُ

 

يمدُّ إلى ضلعِ الغيابِ أناملاً

تراوغُ حُزنَ النائِحاتِ وتعْزِفُ

 

أنادِي رَسُوْلَ اللَّهِ تنشَّقُ أبْحُرٌ

تَفِيضُ علي دمْعي العَصيِّ وتجرفُ

 

أقُولُ لِنفسي وَضِّئِي القلبَ واطهُرِي

تقُوْلُ ومن للتائهين سيغرِفُ

 

فيبسطُ خيرُ المرسلِينَ أكُفَّهُ

ومن باحةِ الكفِّ الكريمةِ نرشفُ

 

لَهُ من رواءاتِ الظوامئ شربةٌ

تُبلِّلُ رِيقَ الحُلْمِ إِذْ هو ينشَفُ

 

له من كرى الأجفانِ هدأَةُ بالِها

وطمأَنةُ المكرُوبِ والناسُ خُوَّفُ

 

يوزِّعُ للباكينَ قمحَ شتائهِ

ويبقى علي جُوْعٍ به يتعفَّفُ

 

يميلُ علي جُرحِ الكبيرِ مُبلسماً

ويحنُو علي دمعِ الصغيرِ يُكَفكِفُ

 

وحين دَنَت شمسٌعلى النَّاسِ هروَلُوا

يُرَوِّعُهم يومٌ عصيبٌ وموقفُ

 

تراجعَ كُلُّ الأنبياء ووحدَهُ

سرى في تجاليدِ القِيامةِ يُسعفُ

 

وشُفِّعَ تحت العَرش أسْبَلَ سِترَهُ

وضمَّدَ ماكان الزمانُ يُقصِّفُ

 

فصلى عَلَيْهِ اللهُ مارَفَّ خافِقٌ

ورُدِّدَ تسبيحٌ ورُتِّلَ مصحفُ

 

دعَّوْتُ الذي لايُصلح الحالَ غيرهُ

ويدرأُ أسواءَ الحياةِ ويكشِفُ

 

إِلهي بحقِّ المصطفى رُدَّ مجدنا

فوعدُكَ قولُ الحق ماليس يُخلَفُ

 

وناديتُ مولاي استجِبْ لتضرُّعي

أتيتُ وفي كفّي تُنازِعُ أحرُفُ

 

ندهتُ وقد لَفَّ الظلامُ عُرُوبَتي

وحاصرني ليلٌ طويلٌ وأجْوَفُ

 

أبا القاسمِ انجدْنا فَبَعْدُكَ أُمَّةٌ

سياسَتُها طُغيانُها والتطرُفُ

 

خطِيئَتُنا فوضي اختلافٍ يجُّزُنا

فكُلٌّ علي ماظنَّهُ الحَّقَ يَحْلفُ

 

عَرِيْنا وبانَت للغرِيْبِ قُرُوحُنا

وحِرنا علي أيِّ القُرُوحُ سنخصِف