وصلت قصيدة “صَلاةٌ خَلفَ جَنَّةِ الضَّوء” للشاعر ناصر زين، للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

 

الشاعر البحريني ناصر ملا حسن أحمد زين الدين، حاصل على مؤهل البكالوريوس في الإعلام من جامعة كانتربوري في لندن، ودبلوم في الإعلام الشامل من جامعة لاهاي بهولندا. يعمل صحفيا وكاتبا في الصحافة الورقية منذ 12 عاماً.

شارك في العديد من المهرجانات والمحافل الشعرية داخل البحرين وخارجها، وتأهل لموسمين متتاليين لمسابقة أمير الشعراء بأبو ظبي وتخطى مراحل متقدمة وصولاً إلى مرحلة الأربعين.

له أسلوبه الأدبي الخاص في الكتابة الشعرية التي تتمحور حول قضايا الإنسان والمحبة والسلام والقيم السماوية، يحصر جدا على فن الإلقاء ولغة الجسد في مختلف مشاركاته الأدبية.

 

 

 

القصيدة:

قَرَأتُكَ فِيْ الأَرْوَاحِ نُوْراً تَكَوَّنَا

رَأيْتُكَ فِيْ كُلِّ الجِهَاتِ (سَفِيْنَةً)

وَرُحَتَ مَعَ الإنْسَانِ تَفْتحُ شُرْفَةً

بِوَعْيٍ مَسَحتَ العَيْنَ، عَيْنَ قَصِيْدَتيْ

وَجِئتُكَ حَيثُ (الغَارُ) يَحْمَرُّ خَاشِعَاً

كَأَنَّ رُمُوْشَ النُوْرِ رِيْشَةُ مُبْدِعٍ

لِتَرْسمَ مِلءَ الحُلْمِ عِزَّةَ عَالَمٍ

ومِنْ وِجْهَةٍ كَالرّيحِ تَفْقدُ وَجْهَهَا-

خَطَوْتَ .. فَفَاضَ الرَمْلُ شَمْسَاً وَرَحْمةً

بَنَيْتَ مِنَ الأَوْجَاعِ بَسْمَةَ نَهْضَةٍ

سَأَلتَ رِمَاحَ اللَّيلِ: هَلْ ثَمَّ طَعْنَةٌ؟!

لِتَنْقُشَ فِيْ التَّارِيخِ لَوْحَةَ رَأْفَةٍ

فَأذَّنَ نَبْضُ الغَارِ.. وانْثَالَ سَجْدَةً

هُنَا حَجَّتِ الأَكْوَانُ، وازْدَلَفَ المَدَى

أَتْيْتُكَ والآمَالُ تَتْبَعُ خُطْوَتِيْ

مَعِيْ (يَثْربُ الوِجْدَانِ)، (أَنْفَاسُ مَكَّةٍ)

يُأذِّنُ .. و(التَّوْحِيدُ) يزْهَرُ جَنَّةً

وَمِنْ رَحْمَةِ القُرآنِ أَبْصَرتُ (هِجْرَةً)

فَأَدْرَكْتُ أَنَّ الوَحْيَ أَيْقَظَ أُمْةً

قَرأتُ عَلَى الآيَاتِ رُوْحَ مُحَمَّدٍ

وَتَصْنعُ فِيْ الأَزْمَانِ مَجْدَاً وَدَوْلَةً

لِنُبْصِرَ فِيْ الآفَاقِ شَمْسَ حَضَارةٍ

حَمَلْتُكَ وَرْدَاً لا يُصَافِحُ مِنْجَلاً

تَلَوْتُكَ آيَاً مَكَّنَ اللهُ نُوْرَهُ

عَرَفْتُكَ فِيْ كُلِّ الحَيَاةِ عَقِيْدَةً

فَتَغْرُسُ فِيْ الإِنْسَانِ نَخْلَ هُوِيَّةٍ

لِتَبْقَى رَبِيْعَ اللهِ فِيْ كُلِّ بُقْعَةٍ

وَتَشْمخَ بالقرآنِ، تَغرسُ سُوْرَةً

وحَيْثُ (هُنَاكَ) الوَحْيُ يسْرجُ كَعْبَةً

سَلاماً سَلاماً تَزْدَهِيْ مِثلَ جَنَّةٍ

 

 

 

  لأَنهلَ مِنْ عَيْنَيكَ عَدْلاً ومَوْطِنَا

لِتَمْلأَ بَحْرَ المُسْتَحِيْلاتِ مُمْكِنَا

فَأَمْسَتْ سِلالُ الحَقِ تَنْضَحُ بِالسَّنَا

فَأَعْظِمْ بِكَفِّ اللهِ تَمْسَحُ أَعْيُنَا

وَمِنْ مُقْلَتَيْهِ الأُفْقُ نُوْرَاً تَزَيَّنَا

تجلّتْ إِلى  الإِنْسَانِ حُلْمَاً مُلَوَّنَا

تَفَنَّنَ فِيْهِ الذُلُّ عُمْرَاً تَفَنُّنَا

أجِيءُ إِلى عَيْنَيكَ أسْألُ: مَنْ أَنَا؟!

بَسَمْتَ .. فَكَانَ القَلبُ بَيْتَاً وَمَأْمَنَا

فَلَمْ تُهْدَمِ البَسْمَاتُ إِلّا لِتُبْتَنَى

وقُلْتَ لِوَردِ الضَّوءِ: فَجْرُكَ قَدْ دَنَا

وَتَصْبَغَ كُلَّ الأَرْضِ والدَّهْرِ وَالدُّنَا

كَأنَّ (بِلالَ العِشقِ) للهِ أَذَّنَا

وفَاحَ (شَذى الأَنْصَارِ) يَعبقُ مِنْ (مِنَى)

ولا شَيءَ غَيْرَ الحُبِّ يَقْتَلِعُ الفَنَا

و(صَدْرُ بِلالٍ) .. بِالسَّكَاكِيْنِ أُثْخِنَا

ومَا زَالَ ذَاكَ الصَّوْتُ غَضَّاً وَلَيِّنَا

تَرَاءَتْ من الآيَاتِ تَحْتَضِنُ المُنَى

فَكَانَتْ سَمَاءُ العِشْقِ مَأْوَىً ومَسْكَنَا

تُسَارعُ بالإِنْسانِ، تَقْتَحمُ العَنَا

وَتَرْسمُ لِلنَّخْلاتِ عَيْنَاً وَأَلْسُنا

وَزَهْرةَ قَلْبٍ تُنْهِكُ الرُمْحَ والقَنَا

وَجَدْتُكَ كَنْزَاً فِيْ الشَّرَايِينِ يُقْتَنَى

بِجُنْدٍ مِنَ القُرْآنِ حَتَّى تَمَكَّنَا

تَهلُّ عَلى الأَوْطَانِ فَجْرَاً تَأَنْسَنَا

وَجِذْعَاً بِرُغمِ الرِيحِ والمَوْتِ – مَا انْحَنى

فَأَقْطفَ مِنْ كَفَّيْكَ فُلّاً وَسَوْسَنا

فَتَزهوْ بِكَ الآيَاتُ والغَرْسُ والجَنَى

تَعُوْدُ مَعَ الأَجْيَالِ تَبْدَأُ مِنْ (هُنَا)

لِيَسجدَ كُلُّ الكَوْنِ بالحَمْدِ والثَّنَا