أنـصـت لميـمـة مــن أمـــم

مدادها مـن معانـي نـون و القلـمِ

سالت قريحـة صـب فـي محبتكـم

فيضـاً تدفـق مثـل الهاطـل العمـمِ

كالسيل كالليل كالفجر اللحـوج غـدا

يطوي الروابي ولا يلوي علي الأكـمِ

أجش كالرعد في ليـل السعـود و لا

يشابه الرعد في بطش و فـي غشـمِ

كدمع عيني إذا مـا عشـت ذكركـم

أو خفقِ قلبٍ بنار الشـوق مضطـرمٍ

يـزري بنابغـة النعمـان روانقهـا

و مَنْ زهير ؟ و ماذا قال فـي هـرمِ

دع سيف ذي يزنٍ صفحـاً ومادحـه

و تبّعـا وبنـي شــداد فــي إرمِ

و لا تعرّج علـي كسـرى و دولتـه

وكـل أصيـد أو ذي هالـة و كمـي

و انسخْ مدائح أرباب المديـح كمـا

كانـت شريعتـه نسـخـا لدينـهـمِ

رصّعْ بهـا هامـة التأريـخ رائعـة

كالتاج في مفـرق بالمجـد مرتسـمِ

فالهجر و الوصل و الدنيا وما حملـتْ

و حبُ مجنـونِ ليلـى ضلـة لعمـي

دع المغاني و أطـلال الحبيـب و لا

تلمح بعينـك برقـاً لاح فـي أضـمِ

و انسَ الخمائـلَ و الأفنـان مائلـة

وخيمـةً و شويهـان بـذي سـلـمِ

هنـا ضيـاء هنـا ري هنـا أمــلٌ

هنـا رواء هنـا الرضـوان فاستلـمِ