محمود سامي حسن حسين عبد الله البارودي، هو شاعر مصري، ورائد مدرسة الإحياء والبعث في الشعر العربي الحديث، والملقب بـ”فارس السيف والقلم”.

نفي البارودي إلى سريلانكا سبعة عشر عاما، وهناك أتقن الإنجليزية وتفرغ لتعليم العربية ونشر تعاليم الإسلام، إلى أن عاد إلى القاهرة، ففتح بيته للأدباء والشعراء، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأطلق عليهم مدرسة النهضة أو مدرسة الإحياء.

يا رَائِدَ البَرقِ يَمّمْ دارَةَ العَلَمِ
وَاحْدُ الغَمامَ إِلى حَيٍّ بِذِي سَلَمِ

وَإِن مَرَرتَ عَلى الرَّوحَاءِ فَامْرِ لَها
أَخلافَ سارِيَةٍ هَتّانَةِ الدِّيَمِ

مِنَ الغِزارِ اللَّواتي في حَوالِبِها
رِيُّ النَّواهِلِ مِن زَرعٍ وَمِن نَعَمِ

إِذا استَهَلَّت بِأَرضٍ نَمْنَمَتْ يَدُهَا
بُرْداً مِنَ النَّوْرِ يَكسُو عارِيَ الأَكَمِ

تَرى النَّباتَ بِها خُضْراً سَنابِلُهُ
يَختَالُ في حُلَّةٍ مَوشِيَّةِ العَلَمِ

أَدعُو إِلى الدَّارِ بِالسُّقيا وَبِي ظَمَأٌ
أَحَقُّ بِالرِّيِّ لَكِنّي أَخُو كَرَمِ

مَنازِلٌ لِهَواها بَينَ جانِحَتي
وَدِيعَةٌ سِرُّها لَمْ يَتَّصِلْ بِفَمِي

إِذا تَنَسَّمتُ مِنها نَفحَةً لَعِبَت
بِيَ الصَبابَةُ لِعبَ الريحِ بِالعَلَمِ