مشرف الدين بن مصلح الدين السعدي، وقيل شرف الدين، وعبد الله، ويكنى بأبي عبد الله، وأبي محمد، هو شاعر متصوف فارسي، تميزت كتاباته بأسلوبها الجزل والواضح، الذي ينطوي على قيم أخلاقية رفيعة، ما جعله أكثر كتاب الفرس شعبية، فتخطت سمعته حدود البلدان الناطقة بالفارسية إلى عدد من مناطق وأقاليم العالم الإسلامي، وبلغت الغرب أيضا، حيث صنف كأحد أبرز الشعراء الكلاسيكيين.

 

القصيدة:

“كريم السجايا ، جميل الشِّيم… نبيّ البرايا ، شفيع الأمم”

هو إمام الرسل، هادي السبيل

وأمين الله، مهبط جبريل

إنه اليتيم، الذي لم يعرف القراءة

لكنه نسخ كتباً كثيرة

وحين سلَّ عزمهُ سيف الرهبة

انشق القمر ـ نصفين ـ إعجازاً لهُ

وحين تردد اسمه في أفواه الدنيا

تصدع ديوان كسرى

إنهُ حطم اللات ، بكلمة “لا”

ومحا الدين العزيز مكانة العُزى

لم يحطم اللات والعُزى ، فحسب

بل نسخ التوراة والإنجيل والكتب

ركب ليلة القدر، فجاوز الفَلَك

ومضى بالتمكين، والجاه، من المَلَك

وجدَّ في تيه القُربى، من الله

حتى تخلف عنه جبريل في سدرة المنتهى

أثنى عليك الله، ومنحك التبجيل

وقبل الأرض ـ تقديراً لك ـ جبريل

خجلت أمام قدرتك، السماء العلى

أنت مخلوق، وآدم لا يزال طيناً، وماء

أنت أصل الوجود، جئت من الأزل

فتأمل، كل موجود، من فروعك لم يزل

أنت الشفيع للورى، سيد البعث، والنشر

إمام الهُدى، وصدر ديوان الحشر