قصيدة «مولد النور» للشاعر السعودي محمد بن عبد الهادي بن عوض العتيبي الفائزة بالمركز الثاني في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الثانية لعام 2017، عن فئة الشعر النبطي.

القصيدة:

لا صارت الراحه تعب رحت أستريح من التعب

              على ضفاف بحور شعرٍ ما تخيب أتعابها

احتاج لي عالم جديد من المعاجم و الكتب

              و أحتاج لأبعاد الخيال تفك لي أبوابها

و احتاج مع حسن الأدب أصدق عبارات الأدب

              لعلّي أرسم تحفةٍ طُهر النبي جلبابها

الشعر ديوان العرب و أنا من أعراب العرب

              ما تنتحي بلاغتي إلا لنحو إعرابها

فضة سكوتي بايره و الحكي فيه من الذهب

              و السلعه اللي من ذهب تبقى ولا احدٍ عابها

ايه أعذب الشعر أصدقه ياللي تماري بالكذب

               الصدق ميزه فالنبي من مولده يسعى بها

وش اللي يمكن أكتبه وأقول شيٍ ما أنكتب

              وحروف شعري قاصره لو طوّلت بإسهابها

ما بعد مدح الله مديح ولا قصيد ولا خطب

              سبحانه اللي منفرد في كل كلمه جابها

يا رب و أسألك العفو عن السبب قبل العجب

              هيألي عيون الكلام وشوفها وأهدابها

دخلت في عرض الشموخ المعتلي حسب الطلب

              و العفو يسبق كلمتي قدام كسب إعجابها

صلى الله وسلم على اللي حبه الزاكي وجب

              على جميع المسلمين اعجامها و اعرابها

اشرف من اشرف من خُلق إذا رجعنا للنسب

              يوم العرب عاداتها تفخر بطيب أنسابها

هذا النبي لا كذب هذا إبن عبد المطلب

              إبن الذبيح اللي فرض عتق العرب لرقابها

ابن الذبيح ابن الخليل اللي ورث أغلى حسب

              وريث مكة و الوحي و الكعبة و محرابها

الله وهب أمن الأمم من آمنه أبنة وهب

              أمنٍ غسل عن وجه مكه ظلمها و أحجابها

نورٍ ويهدي للهدى سلام ماهو من لهب

              لين أصبحوا سكان مكه يعرفون أشعابها

يعلّم أصحاب المقام و هيبة كبار الرتب

              ان التواضع فالنفوس الطاهره يرقى بها

ما عيّبه رعي الغنم ما عيّبه جمع الحطب

              وما عيّبه فرش الحصير وحجرته و أخشابها

زهده ترك ملك الخلود ولبس تيجان القصب

              اختار عنها رفقة الأعلى وهو طلابها

خلقه عظيم و خلقته نورٍ من الله منسكب

              والسيره العطره ليا مرت تفوح اطيابها

نعمه و واجب حمدها و الحمد مفتاح الكرب

              و اللي جحد نعمة محمد دنيته يشقى بها

تبت يدينه مثل ما تبت يدين ابو لهب

              يوم القيامه موعده “ذات لهب” يصلى بها

يَهدي أُمَم يُهدي قيم بالحلم ماهو بالغضب

              سماحته و أمانته في سيرته يهدى بها

كم معجزه قد جابها و أقرب مثالٍ ينضرب

              فصاحة القرآن في قومٍ فصيح أخطابها

تسجد له أغصان الشجر و يظله ظلال السحب

              ولـ أمره انشق القمر حقيقةٍ يدرى بها

سرى به الوحي الأمين اللي الى المقدس رغب

              وفـ المسجد الأقصى جميع الأنبياء صلى بها

على البراق بظرف لحظه للسماء السابع وثب

              للسدره اللي كل هذا الكون تحت أعتابها

لكن قريش استكبرت اللي زجر و اللي نحب

              و استفزعت بأصحابها على قريب اقرابها

و نبينا ماهو من اللي صار منهم مضطرب

              يمشي تحت امر اللذي ذل العدا واصحابها

يصدع بما يؤمر وعن كفار مكه ما هرب

              هاجر و طيبه وجهته تحيا به و يبقى بها

شد الرحال و مقصده يثرِب و حسن المنقلب

              و الله صاحب فالسفر بسهولها و هضابها

ثنين ثالثهم عظيم بقدرته عنهم حجب

              حقد القلوب اللي تحث من الغرور أعصابها

هجره و يدفعها الصبر اللي على يثرِب جذب

              بدرٍ طلع و أنصار يثرِب مقبلٍ ترحابها

فرحت أهل يثرِب طرب ، ماهو طرب ؟ ياهو طرب

              النفس تطرب لا أقبلت مستقبله لأحبابها

عمّ الفرح و الأمن ساد و موعد الفتح اقترب

              و المسلمين جيوشهم كلٍ يحسب حسابها

قيصر قصر مجده و كسرى مجده المشرق غرب

              اللي منول ما تهاب ومن نواها هابها

أنا اشهد أن الدين عز و سنة محمد سبب

              اللي رضى يرضى بها و اللي زعل يرضى بها

يا سيدي و انت الرضا و انت التقى و انت الأدب

              و انت السراج اللي على الدنيا منوّر ما بها

متمم الأخلاق بين الناس والغل أنعطب

              الناس تهدينا محاسنها ولا تغتابها

قبل الرساله و الوحي الكون عايش في صخب

              عبر السنين اللي تدور ولا وقف دولابها

مابه ديانه ما تقول : إن النبي المرتقب

              يبعث لنا و رسالته حنا لها و أولابها

وصفك صدق في محكم التوراة من صدقه جلب

              حزن اليهود اللي قتل هقواتها بـ أربابها

و مدحك عظيم بمحكم الإنجيل بسفاره كتب

              رأي النجاشي فيه قال : إن الحقيقه صابها

لكن بعثت من العرب تصدع بحقٍ ما نضب

              يبقى الى يوم القيامه سنةٍ يمشى بها

ارض الجزيره قبل لا تبعث ؟ ثراها مكتئب

              ترسم تجاعيد الفتن على جبين ترابها

الشرك باني له قبب و الجهل باني له قبب

              و الذل يلبسها مثل لَبْس العرب لثيابها

حتى بعثك الله بالقرآن و الشرك انغلب

              و العُرب حطت في بقاع الأرض عزّ ركابها

من بعد ما كانوا رعاع اللي سُلب و اللي سلب

              بالدين سادوا من شروق الشمس لين غيابها

الله نصرهم بالكتاب و سطوة السيف الحدب

              عز العرب والمسلمين بسيفها وكتابها

يا سيدي نعيش مع سيرة حياتك عن كثب

              مهما رحلت وسنتك يا سيدي عشنا بها

الله يجعلنا من اللي من كرم حوضك شرب

              و شفاعتك يوم القيامه كلنا نحضى بها

طال المسير ولا وقف صدق الشعور ولا ذهب

              بسمك يحلّق للسما ما يعترف بـ اسرابها

قصيدتي من طهر مدحك عانقت طهر السحب

              الارض وكر ظلالها يوم السما مرقابها