قصيدة «نور النبوه» للشاعر ناصر العجمي، المشاركة في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الثانية لعام 2017، عن فئة الشعر النبطي.
القصيدة:
والله إني قبل ماشوف فوق الوجه شيب
*** احسب إني بأول العمر وأحلامي جداد
ما وعيت إلا وأنا مثل طراد الذهيب
*** يحسب إنها منه تقرب وهي منها وغاد
كم لي اطرب كل ما أوحيت صوت العندليب
*** غافل غاياته اصغر من عيون الجراد
مبطي ونفسه تحده على الوضع المريب
*** ما عقلها بالنصيحه ولا فيها قياد
ويش احسب ويش اخلي كفى بالله حسيب
*** ياسقى الله عادني طفل يلعب في المهاد
موجعتني بعض الاسرار واوجاعي مهيب
*** تنتداوى بالبنادول وحبوب المضاد
ضايق بالي من الذنب وادور طبيب
*** والدوا في النور والفتح والزخرف وصاد
الهقاوي في البشر ماتودي ماتجيب
*** اعتمد وازهل وفي الصادقة ماش اعتماد
من تظاهر بالصداقه وطبعه طبع ذيب
***ينكشف والريح لاهبت يطير الرماد
ما لقيت اجحد من اللاش ابو بطنٍ رغيب
*** كثر ما ترضيه كنك توريه الزهاد
كيف الوم الناس وإخوان يوسف في القليب
*** حدروه .. وعرضوه النخاسة والمزاد
كل يوم تشرق الشمس من شرق وتغيب
*** فيه للإنسان فرصه ودرسٍ يستفاد
ألتجي لك يا الهي وظني ما يخيب
*** لا قضى صبري وخابت ظنوني في العباد
كل ماقدرت يارب لابن آدم يصيب
*** والله اني عبدك اللي يهيم بكل واد
لا اله الا انت ياللي على خلقك رقيب
*** لا اله إلا أنت يا مالك الملك الجواد
جعلني لا عشت ماعيش مقطوع النصيب
*** وجعل حظي مع هل الخير في يوم التناد
والله اني يوم افتش جيوبي جيب جيب
*** مـ اذكر اني قد تزودت من الاعمال زاد
من تباهى بالعوافي قبل وقت المشيب
*** مـ اعتبر من قوم صالح وإرم ذات العماد
الله اللي عز سلمان والرومي صهيب
*** والله اللي ذل ابوجهل بأسباب العناد
روحي بي ياذلولي وانا فوقش نديب
*** ادري ان منتي بناقه ولا تحتي شداد
قافيه والقافيه باذن ربي ماتشيب
*** يالله انك لا تعديني الرأي السداد
وانتشي مثل الفرس يوم تلفح بالسبيب
*** واستمدي من عقيدة رسول الله مداد
البلاغه علم ثاني وانا ماني خطيب
*** ما عرف ودع هريره ولا بانت سعاد
ماسجع حولي حمامه ولا جاري عسيب
*** ان بلغت القصد ولا كفاني الاجتهاد
غير صلى الله وسلم على طه الحبيب
*** رحمة الله للمخاليق نبراس الرشاد
النقي الطاهر الزاكي العف الأديب
*** البياض اللي غشى الأرض من بعد السواد
الأمين الصادق العادل العبد المنيب
*** المشفع سيد الحوض في يوم المعاد
ينقصر من دونه الفهم وأدراك اللبيب
*** فوق توصيف الاوادم وفوق الانتقاد
علمه ربي من اليتم لين أصبح نجيب
*** حكمة الله جل شانه ولله ما أراد
اثبت أن اليتم ما هوب فقد اقرب قريب
*** اليتيم اللي عن الحق والمنهاج حاد
جل من سواه بالخُلق والخَلق العجيب
*** تنهمر له غر الامزان ويهب البراد
يستضيف ويحمل الكل ويفك الطليب
*** وأن دعاه الامر للجود فوق الناس جاد
وتتقي بحماه الأبطال من شر الحريب
*** لاحتمى وطي المعارك بساحات الجهاد
بامر ربي جاه جبريل بالحق المصيب
*** وانعكس نور النبوه على وجه الرهاد
كل شي ببطن مكه جبل ولا شعيب
*** سبح وهلل وكبر مع اقرأ واستزاد
ابتدت به رحلة العدل في الكون الرحيب
*** وانتهت به قصة الجور وانكف الفساد
وانوصل به حبل الأرحام في الوقت العصيب
*** وانقطع به دابر التفرقه والاضطهاد
انحنى له فخر الانساب والأصل العريب
*** واستقامت منه الأخلاق والإسلام ساد
فارقه ربي عن الخلق طيب فوق طيب
*** مثل ما يفرق عن الظن صدق الاعتقاد
كل حرف قاله الناس يبقى فيه ريب
*** وكل حرفٍ قاله أحمد هو العلم الوكاد
القمر سواه ربي قمر من غير عيب
*** انقسم تصديق وإعجاز، طاعة وانقياد
ليلة اسري به من أهله وجبريل الصحيب
*** رحلة ماهيب تقطع على ظهور الجياد
من وقاره صفوة الخلق والجمع المهيب
*** كلبوهم من وراه استقامة واتحاد
ومن هُداه اعرض عن الخمر واختار الحليب
*** وانفتح له باب معراج في السبع الشداد
هاجرت معه العصافير، والغصن الرطيب
*** قام يلعب بالتباشير واهتز الجماد
من طواه الهم والضنك والرزق التعيب
*** يقتدي به لين ياخذ من السيره ضماد
سيرة تَروى بها الروح ويعيش الغريب
*** في كنفها لو تغرب عن أهله والبلاد
ودي آطوف المدينه وتطوافي خبيب
*** بين احد والسلع وجبال وأقم والكداد
لين اوقف عند قبره وعبراتي صبيب
*** كل دمعه تغْسل النفس وتسر الفواد
ليتني لا نمت اناجيك ياطه الحبيب
*** جعله ابرك حلم وابرك سنه وابرك رقاد