غنّت بواكير الصباح فحرّكت
شجو الطيور ولهفة الأزهارِ
غنّت فمكّة وجهها متألق
أملا ووجه طغاتها متواري
هلّ الهلال فلا العيون ترددت
فيما رأته ولا العقول تماري
والجاهلية قد بنت أسوارها
دون الهدى فانظر إلى الأسوارِ
واقرأ عليها سورة الفتح التي
نزلت ولاتركن إلى الكفّارِ
أو ماترى البطحاء تفتح قلبها
فرحاً بمقدم سيد الأبرارِ
عطشى يلمّضها الحنين ولم تزل
تهفو إلى غيث الهدى المدراري
ماذا ترى الصحراء في جنح الدجى
هي لاترى إلا الضياء الساري
وترى على طيف المسافر هالة
بيضاء تسرق لهفة الأنظارِ
وترى عناقيد الضياء ولوحة
خضراء قد عرضت بغير إطارِ
هي لاترى إلا طلوع البدر في
غسق الدجى وسعادة الأمصارِ
مازلت أسمعها تصوغ سؤالها
بعبارة تخلو من التكرارِ
هل يستطيع الليل ان يبقى إذا
ألقى الصباح قصيدة الأنوارِ