“أنسٌ” يقولُ خدمتهُ عشراً فما
يوماً من الأيام قد آذانى
ما قال لى أفٍ حبيبى مرةً
ما عابَ شيئاً ما مدى الأزمانِ
ما قالَ لي لِـمَ قد صنعتَ ولمْ يقلْ
لِمَ قد تركتَ .. وضمني بحنانِ
ويجئُ أعرابيُّ يسألُ حاجةً
جبذَ الرداءَ فيا لهُ من جانِ
حَمِّلْ بعيرىَّ اللذَين تراهما
من مالِ ربِّ الأرضِ والأكوانِ
ويجيبُ خيرُ الخلقِ فى أدبٍ له
هو صاحبُ الأخلاقِ والعرفانِ
المالُ مالُ اللهِ جلَّ جلالُهُ
وليَ القصاصُ فإن ذا من شانى
فيقولُ ذلكَ ليسَ من أخلاقِكم
فالعفوُ نهرٌ فيكَ ذو جريانِ
تعفو وتصفحُ دائماً يا سيدي
وتقابلونَ السوءَ بالغفرانِ
ما كنتَ منتصراً لنفسكَ مرةً
وإذا ظُلمتَ تردُ بالإحسانِ
حتى إذا انْتُهكَتْ محارمُ ربِِّنا
كنتَ الهصورَ وأشجعَ الشُجْعانِ
لو خيروكَ اخترتَ أيسرَ ما ترى
يا رحمةً جاءتْ من الرحمنِ
ما لم يكنْ إثماً ولم يكُ قاطعاً
يا سيدي لأواصرِ الإخوانِ