يا مَن غدا مِلء السمعِ والبَصرْ
يا صفوة الله مِن بَدوٍ ومِن حَضَرْ
ذِكراكَ في مَشرِقِ الدنيا ومغربها
فاحَت نسائمها كالعنبر العَطِرْ
وكيف لا تَذكُر الدنيا مُخلِّصها
من الضلال وواقيها من الضررْ
ما آثرَ البدر في قلب السما سَكناً
إلا ﻷنك فوق الأرض كالقمرْ
بل أنت أعظم إشراقا وأُبّهَةً
مِنهُ وأحلَى جمالا منه في النظرْ
البدرُ يُحجَبُ عند الشمس إنْ طلَعت
ونور وجهِكَ دَوماً غير مُستَترْ
ما من نبيٍّ حَباهُ اللهُ مَكرمةً
إلا ومَصدرها مِن آيِهِ الغُرَرْ
إن كان عيسى دعا ميتا فقام له
أو كان موسى سقَى الأسباط مِن حَجَرْ
فإن أحمد أحيا الجذع معجزة
وكان يَسمعُ تسليما من الشجرْ
وقد سَقَت جَيشَهُ الظّامِي أنامِلُهُ
كالمُزنِ تهمِي بمَنهَلٍ ومُنهَمِرْ
وما كلام ابن عمران لِخالقه
في جَنبِ ما نالَهُ من رؤية البصرْ
فيالها رتبة في المجد واحدة
لغيره لَم تَهَبها راحة القَدَر