يا مَن غدا مِلء
السمعِ والبَصرْ
يا صفوة الله مِن
بَدوٍ ومِن حَضَرْ
ذِكراكَ في مَشرِقِ الدنيا ومغربها
فاحَت نسائمها كالعنبر العَطِرْ
وكيف لا تَذكُر الدنيا مُخلِّصها
من الضلال وواقيها من الضررْ
ما آثرَ البدر في قلب السما سَكناً
إلا ﻷنك فوق الأرض كالقمرْ
بل أنت أعظم إشراقا وأُبّهَةً
مِنهُ وأحلَى جمالا منه في النظرْ
البدرُ يُحجَبُ عند الشمس إنْ طلَعت
ونور وجهِكَ دَوماً غير مُستَترْ
ما من نبيٍّ حَباهُ اللهُ مَكرمةً
إلا ومَصدرها مِن آيِهِ الغُرَرْ
إن كان عيسى دعا ميتا فقام له
أو كان موسى سقَى الأسباط مِن حَجَرْ
فإن أحمد أحيا الجذع معجزة
وكان يَسمعُ تسليما من الشجرْ
وقد سَقَت جَيشَهُ الظّامِي أنامِلُهُ
كالمُزنِ تهمِي بمَنهَلٍ ومُنهَمِرْ
وما كلام ابن عمران لِخالقه
في جَنبِ ما نالَهُ من رؤية البصرْ
فيالها رتبة في المجد واحدة
لغيره لَم تَهَبها راحة القَدَر
مهذب بن حسين بن محمد زعفوري
قلت فيه قول بليع معطر
وقولك فيه صدق يبحر
منايا تكون انت المفكر
تسبح ع مركب لتبحر
غارت انواره يا مبشر
هنا ضياء وظلام منتشر
يا صاحب القول افتخر
ليس قول انما بما تمر
نفسي ملت قول الشعر
اريد شعرا قاتل للكفر
نحن نحتاج لأسد لا يفر
ما قيمة انوار من البدر
والناس بنار الظلم تستعر
يا حبيب الله سر لتبشر
ان الوجود قارب التبخر
والله تؤلمني اوجاع فقر
لا فرق بينه وبين القبر
كلاهما موت وفيه غدر
لا تعشق القول لنشر
دع النفاق انه مسكر
هدنا ومدنا للعدو وتر
يا مادحين حبيب البدر
انه جاء برسالة لتنتشر
هو سبقنا بحوض العنبر
حمالنا أمانة ويح المتنكر
هلموا نجدد ديننا ونزدهر
والله اشم رائحة معطر
فيها طيب محمد هدر
سلام لجنده المختبر
لقائنا يوم غدا المحشر
ذاك هو الفوز المنتظر