نـبـي الـبـر بـينه سـبيلا
و سـن خـلاله و هدى الشعابا
تـفرق بـعد عيسى الناس فيه
فـلما جـاء كـان لـهم مـتابا
وشـافي النفس من نزغات شر
كـشاف مـن طـبائعها الذئابا
وكـان بـيانه لـلهدي سـبلا
و كـانت خـيله لـلحق غـابا
و عـلمنا بـناء الـمجد حـتى
أخـذنا إمرة الأرض اغـتصابا
و مـا نـيل الـمطالب بالتمني
و لـكن تـؤخذ الـدنيا غلابا
و مـا استعصى على قوم منال
إذا الإقـدام كـان لـهم ركـابا
تـجلى مـولد الهادي و عمت
بـشائره الـبوادي و الـقصابا
و أسـد ت لـلبرية بنت وهب
يـدا بـيضاء طـوقت الرقابا
لـقد وضـعته وهـاجا مـنيرا
كـما تـلد الـسماوات الشهابا
فـقام عـلى سماء البيت نورا
يـضيء جـبال مـكة و النقابا
و ضـاعت يثرب الفيحاء مسكا
و فـاح الـقاع أرجـاء و طابا
أبـا الزهراء قد جاوزتُ قدري
بـمدحك بـيد أن لـي انتسابا
فـما عـرف الـبلاغة ذو بيان
إذا لــم يـتخذك لـه كـتابا
مـدحت الـمالكين فزدت قدرا
فـحين مـدحتك اقتدت السحابا
محمد الأمين بن يحيى
صلى الله وسلم على نبي الرحمة