نـبـي الـبـر بـينه سـبيلا

و سـن خـلاله و هدى الشعابا

تـفرق بـعد عيسى الناس فيه

فـلما جـاء كـان لـهم مـتابا
وشـافي النفس من نزغات شر

كـشاف مـن طـبائعها الذئابا

وكـان بـيانه لـلهدي سـبلا

و كـانت خـيله لـلحق غـابا

و عـلمنا بـناء الـمجد حـتى

أخـذنا إمرة الأرض اغـتصابا

و مـا نـيل الـمطالب بالتمني

و لـكن تـؤخذ الـدنيا غلابا

و مـا استعصى على قوم منال

إذا الإقـدام كـان لـهم ركـابا

تـجلى مـولد الهادي و عمت

بـشائره الـبوادي و الـقصابا

و أسـد ت لـلبرية بنت وهب

يـدا بـيضاء طـوقت الرقابا

لـقد وضـعته وهـاجا مـنيرا

كـما تـلد الـسماوات الشهابا
فـقام عـلى سماء البيت نورا

يـضيء جـبال مـكة و النقابا

و ضـاعت يثرب الفيحاء مسكا

و فـاح الـقاع أرجـاء و طابا

أبـا الزهراء قد جاوزتُ قدري

بـمدحك بـيد أن لـي انتسابا

فـما عـرف الـبلاغة ذو بيان

إذا لــم يـتخذك لـه كـتابا

مـدحت الـمالكين فزدت قدرا

فـحين مـدحتك اقتدت السحابا