انطلقت مساء اليوم، تصفيات المجموعة الأولى لمسابقة جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، بمشاركة 10 شعراء وهم: آمنة حزمون من الجزائر وشاركت بقصيدتها: “بسملة القصيد”، والشاعر أجود مجبل من العراق بقصيدة “هدايا النبي”، والشاعرجمال بن عبدالله الملا من عمان، وتقدم بين يدي لجنة التحكيم بقصيدة “النبي”، والشاعر سعيد أحمد خالد يعقوب من المملكة الأردنية الهاشمية بقصيدة “طه”.

والشاعر القطري محمد إبراهيم السادة بقصيدة “صلي سعاد” والشاعر اللبناني محمد باقر جابر بقصيدته “مطر فؤادك” والبحريني ناصر زيني بقصيدته “صلاة خلف”، في حين شارك الشاعر السعودي ياسر عبدالله آل غريب بقصيدة “كوكب من مجرة”، ليكون الختام مع الشاعر الموريتاني يحيى محمد الأمين ولد أسلم بقصيدة “ديباج العبير “.واستمع الشعراء لآراء وتوجيهات لجنة التحكيم.

وتتواصل غدا التصفيات مع المجموعة الثانية من الشعراء في ذات التوقيت من جهة أخرى، تابع جمهور مهرجان كتارا لشاعر الرسول عصر أمس، محاضرتين، الأولى للدكتور حسن يشو في موضوع: حاجتنا إلى السيرة النبوية: رؤية مقاصدية”، وأدارها الشاعر الموريتاني الدكتورأدي ولد أدب..

أما المحاضرة الثانية ، فجال فيها الأستاذ طلال سعد الرميضي، رئيس رابطة الأدباء الكويتي في موضوع: “الرسول صلى الله عليه وسلم في التراثي الكويتي ونوه الدكتور حسن يشو في البداية أنه أراد من خلال المحاضرة أن يستكْنه بعض الأسرار من وراء دراسة وقراءة السيرة النبوية، مبرزا في هذا الصدد، أن العلماء المتقدمين أمثال السخاوي، ذكروا أن من أرّخ لعالِم فكأنه أحياه، فكيف بخير البرية عليه الصلاة والسلام.

واستشهد الدكتور يشو بما قاله الصفدي صاحب “الوفيات”، أنه كلما كلّت نفسه، إلا وخاض الحديث في قصص الأنبياء وفي مقدمتهم محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه عندما يفعل ذلك يشعر بنوع من التنشيط كلما خاض في السيرة النبوية أو قرأ عن الصالحين. وأضاف: “في هذا الحفل والمهرجان الكريم، نحس بهذه النفحات وبهذه الحيوية والنشاط، مشيرا أننا نتحدث عن السيرة في زمن أساء فهمها في الداخل والخارج.. في الخارج ممن لا يعرفونه عليه الصلاة والسلام والمتكالبين الذين أساؤوا إليه كإساءة الرسوم وكذبوا ولفقوا، وكانوا ضحية وسائل الإعلام الحاقدة والمنغمسة بكراهية الإسلام. مسجلا أسفه أن الإساءة في بلاد المسلمين إذا لم تكن إساءة الرسوم، فإنها إساءة السلوك، مشيرا إلى قطاع عريض من شباب الأمة الذي يعرف المشاهير من اللاعبين والفنانين ولا يعرفون سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وبين الدكتور يشو أن السيرة هي الطريقة والهيئة والسنة، مشددا على أننا بأمس الحاجة إلى سيرته عليه الصلاة والسلام لما تتميز به من خصائص ومميزات لأنها أصح سيرة تعرض لنبي من الأنبياء ومن خصائصها أنها سيرة صحيحة تعتمد على أصح الوثائق وواضحة لا يعتريها غموض.

أما محاضرة الأستاذ طلال الرميضي فأدارها الدكتور والإعلامي خالد الجابر، حيث تقدم في بداية حديثه بشكره للقائمين على المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وإقامتها لهذا المهرجان والجائزة، وقال: “قد تقام فعاليات كردّ فعل عن إساءة وغيرها، لكن أن تقام فعالية ومسابقة عالمية في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا أمر عظيم”

وأوضح الرميضي أن المجتمع الكويتي كغيره من المجتمعات الخليجية والعربية محِبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، واهتم قديما بالسيرة النبوية وذكر طلال الرميضي أن الكويتيين أقاموا ويقيمون العديد من الأمسيات الشعرية منذ أزيد من نصف قرن، حيث شهد العام 1910، حفلا في أحد الديوانيات لأحد القضاة الكويتيين، وتحدث فيه ياسين الطبطبائي بكلمة مهمة عن حب رسول الله بين يدي الحضور.

وتتواصل فعاليات المهرجان بمعرض الخط العربي المصاحب للمهرجان وبه ثلاثون لوحة موضوعها إحدى الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم اختيارها بعد تحكيم المشاركات في مسابقة الخط العربي التي أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، حيث تم الإعلان عن أسماء الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى من المسابقة.

ويتابع جمهور المهرجان معرض شعراء عبر العصور في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يجد الزائر صوراً شعرية تصب في غايات معانيها المقصودة تقدير عظمة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث الكتابة الشعرية في حقه كانت، وما زالت، من أخصب أنماط الكتابة في اللسان العربي منذ بزوغ الإسلام، خاصة أن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلت مصدرا متجددا لإلهام الكتاب والشعراء والأدباء.

ومن المعارض المصاحبة التي لقيت إعجابا كبيرا: “معرض مساجد حول العالم”، وهو عبارة عن جولة فنية على مجموعة من صور أجمل المساجد من مختلف دول العالم، التي تمثل بصمة فارقة في فن العمارة الإسلامي.

ويأتي هذا المعرض متسقا مع المكانة العظيمة للمساجد في نفوس المسلمين، فهي ملتقى تجمعهم، وموضع تطلعهم لتنزل الرحمات، واستجابة الدعوات، كما أنها المركز الأول للإشعاع الروحي والعلمي، فهي مكان العبادة والتعلم وموطن التذكير والتفقيه والتوجيه، وهي خير بقاع الأرض وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أحب البقاع إلى الله مساجدها”.

ومن الفعاليات الهامة التي يشهدها المهرجان، دروس يومية بعنوان “الرسول الإنسان” في مسجد كتارا بعد صلاة المغرب مباشرة، بالإضافة إلى المشاركات الثرية للمراكز والمؤسسات التي تستمر من الثالثة عصرا إلى حدود التاسعة ليلا.