رسـول الله .. أنفسنـا فداكـا

ولا سلِمت من السُّوأى عِداكـا

فُديتَ من الجنـاةِ وكـلّ نـذْل

تعمّد مـن سفاهتِـه أذاكــا

ألا شُلّت يـدٌ خطّـت خطايـا

خيالاً حاقـداً زعمـوا حكاكـا

أرادوا النّيلَ من طـودٍ علـيّ

وقد نصبوا الحبائـلَ والشِّباكـا

وأنت البدرُ يسمو فـي عـلاه

ولكن ما استضاؤوا من سناكـا

وأنت الشمـسُ أهدتهـم حيـاةً

ولكن – حسرةً – جحدوا جداكا

وأنت البحرُ جُدَّت لهـم بـدُرّ

فهل صادوا اللآلئَ من حشاكا؟

وأنت الدوحُ يمنحُهـم ظـلالاً

و أثماراً فهم طعمـوا جناكـا!

وأنت الزهرُ يحبوهـم أريجـاً

و قد نكِـرت أنوفهمـو شذاكـا

همو جهلوك فاشتطـوا عِـداءً

فهل خبِروك فاكتشفوا فضاكا!

فضاؤك رائقٌ رحْـبٌ جميلٌ

مهيبٌ لا تُطاولُ فـي عُلاكـا

رسولَ الله أنـت لنـا حبيـبٌ

وما بقلوبنـا بشـرٌ سواكـا

رسـولَ الله أنـت لنـا شفيـعٌ

بإذن اللهِ نُحشـرُ فـي لِواكـا

فلا عشنا ولا دمنـا صِحاحـاً

إذا لم نحمِ مـن كيـدٍ حماكـا

فعذراً يا رسول الله .. عـذرا

فقوم السَّوْءِ قد خرقـوا مداكـا

فقد جعلوك للإرهـابِ رمـزا

و هم عاشوا السَّلام على ذُراكا

وأنت مبَّـرأ مـن كـلِّ سُـوءٍ

تبـارك مـن بقدرتـهِ براكـا

بنيت حضارةً في أرض قفـر

وباديـةٍ فغـاروا مـن بِناكـا

حضارةَ رحمةٍ، عدلٍ، وطهـر

و إحسان أقامتـهـا يـداكـا

وحررت العقول بنـورِ علـم

فدُورُ العلم تقبسُ مـن هُداكـا

ملكت قلـوبَ أعـرابٍ جفـاةٍ

أسرت اللُبَّ ممـن قـد رآكـا

ولسـت بغـادرٍ فـظٍّ غليـظٍ

جهولٍ تظلـمُ الأعـدا سِواكـا

فـلا واللهِ لـم يُفلـحْ كـفـور

حقودٌ قـد أسـاءك أو قلاكـا

فقـل للحاقـدِ الموتـور تبّـا

و تعساً أيُّ خزيٍ قـد دهاكـا!

فسُنّةُ أحمد انتشـرت كضـوءٍ

ودينُ محمَّـدٍ يمضـي دراكـا

ونفخُك ليس يطفئُ ضوءَ شمسٍ

ألا فانفُخْ فقـد أجهـدت فاكـا

أردت النيل من مبعوثِ ربـي

ولا والله لـن تُؤتـى مُنـاكـا

وعرضُ محمّدٍ إن نلـتَ منـه

عراكَ الـذلُّ وانهـدت قواكـا

فمت بالغيظِ مذؤومـاً حقيـراً

ولُقِّيتَ المـذلـةَ والهـلاكـا

فهـذي أمتـي هبـت كليـثٍ

فعاركْ إن أطقتَ لهـا عِراكـا

ولا خوفٌ عليك رسولَ أمـنٍ

فـإن إلهَـك الأعلـى حماكـا

ألا صلى الإلـهُ عليـك دومـا

متى ما قيـل: أنفسُنـا فداكـا