أقبلتَ كالحق وضّاحَ الأسارير يفيض وجهُك بالنعـماء والنور

على جبينك فجرُ الحق منبلجٌ وفي يديك جرت مقاليدُ الأمورِ

فرحتَ فينا ، وليل الكفر معتكر تفري بهديك أسداف الدياجير

وتمطر البـيد آلاءً وتُمرِعها يمنًا يدوم إلى دهـر الدهاريرِ

أبيتَ إلا سموّ الحق حين أبى سواك إلا سموَّ البُطل والزور ِ!

ما أنتِ بالمصطفى يا بيدُ مجدبةً كلا ولا أنتِ يا صحراءُ بالبورِ

أطلعتِ من تاهت الدنيا بطلعته ونافستْ فيه حتى موئلَ الحورِ

بوركتِ أرضًا تبث الطهرَ تربتُها كالطيبِ .. بثته أفواه القواريرِ

الدين ما زال يـزكو في مرابعها والنبل ما انفك فيها جدَّ موفورِ

والفضل والحلم والأخلاق ما فتئت تحظى هنـاك بإجلال وتوقيرِ

يا سيـدي يا رسول الله معذرةً إذا كبا فيك تبيـاني وتعبـيري

ماذا أوفيك من حق وتكرمةٍ وأنت تعلو على ظني وتقديري ؟!

وأنت ربُّ الأداء الفـذ في لغةٍ تشأو اللُّغى حسنَ تنميقٍ وتصويرِ

على لسانك ما جن البيان به فذلك الشعر يرنو شبهَ مسحور !

آي من الله.. ما ينفك مُعجزُها يعيي على الدهرِ أعلام التحاريرِ

تلوتَها فسرت كالنور مؤتلقًا يطوي الدنا بين مأهولٍ ومهجورِ !