وصلت قصيدة “طَـهَ” للشاعر سعيد أحمد يعقوب للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

سعيد أحمد خالد يعقوب هو شاعر أردني، مولود بمدينة مادبا في عام 1967، وحصل على بكالوريوس اللغة العربية، وعمل مدرسا للغة العربية، وهو عضو رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، عمل مدرسا للغة العربية، وصدرت له ترجمة في معجم البابطين للشعراء العرب، ومعجم أدباء الأردن، والموسوعة الكبرى للشعراء العرب.

صدر له العديد من الدواوين الشعرية، منها ديوان عبير الشهداء، ورنيم الروح، وقسمات عربية، ورعود وورود، هذا بالإضافة إلى دواوين أعلاق وأعذاق، وندى الياسمين، وضجيج السكون، ورفيف الوجدان وأنداء وأنواء. كما حصل على العديد من الجوائز الأدبية، منها: جائزة سعيد فياض اللبنانية، وجائزة المعلم الأديب، وجائزة العلامة روكس بن زائد العزيزي.

كما كتبت العديد من الدراسات والأبحاث المتعددة عنه وعن شعره.

 

القصيدة:

مَنْ ذَا  يُطَاوِلُ فِيْ المَكَانَةِ طَه  …  وَالشَّمْسُ تَقْبِسُ مِنْ سَنَاهُ سَنَاهَا

ذَاكَ الذِيْ أَحْيَا النُّفُوسَ بِنُورِهِ     …     وَهَدَى إِلَى سُبُلِ السَّلام خُطَاهَا

ذَاكَ الذِيْ يُرْجَى لِيَوْم ٍلا نَرَى     …    مَالاً بِهِ تُفْدَى النُّفُوسُ وَجَاهَا

هُوَ أَحْمَدُ المُخْتَارُ أَعْظَمُ نِعْمَةٍ     …   لِلنَّاسِ رَبُّ النَّاسِ قَدْ أَعْطَاهَا

الرَّحْمَةُ المُهْدَاةُ  لِلدُّنْيَا وَأَهْلِيهَا      …   فَسُبْحَانَ الذِيْ أَهْدَاهَا

بِأَبِيْ وَأُمِّيْ يَا رَسُولَ اللهِ يَا       …    مَنْ إِنْ أَطَعْنَاهُ أَطَعْنَا اللهَ

بِأَبِيْ وَأُمِّيْ… مَا أَقَلَّ لَكَ الفِدَا   …    وَالنَّفْسُ تُعْظِمُ أُمَّهَا وَأَبَاهَا

بَلْ أَفْتَدِيكَ بِمُهْجَتِيْ بَلْ بِالْوُجُودِ بِأَسْرِهِ أَوَ لَسْتُ أَفْدِيْ طَهَ

يَا أَحْمَدُ المُخْتَارُ جِئْتُكَ مَادِحَاً …  عَلِّيْ أَجِيءُ بِلَفْظَةٍ تَرْضَاهَا

فَرِضَاكَ أَسْمَى مَا تَمَنَّتْ مُهْجَتِيْ …   وَالنَّفْسُ تَطْمَعُ أَنْ تَنَالَ مُنَاهَا

 فَاعْذِرْ رَسُولَ اللهِ إِنْ هِيَ قَصَّرَتْ … وَعَلا الحَيَاءُ جَبِينَهَا وَكَسَاهَا

*******************       ***************

يَا شَمْسَ دُنْيَانَا وَبَدْرَ دُجَاهَا     …  يَا قِبْلَةَ الأَرْوَاحِ يَا نَجْوَاهَا

يَا لَيْتَنِيْ أُعْطَى حُرُوفَاً غَيْرَ مَا   …    عَرَفَتْ شِفَاهُ النَّاس فِيْ دُنْيَاهَا

صِيغَتْ مِنَ النَّجْوَى الرَّقِيقَةِ فِيْ الهَوَى  …     بِعُيُونِ مَنْ تَهْوَى لِمَنْ يَهْوَاهَا

حَتَّى تَلِيقَ بِمَدْحِ أَحْمَدَ مَنْ بِهِ    …      سُرَّ المَدِيحُ مِنَ الفَخَارِ وَتَاهَا

*****************       *****************

يَا خَيْرَ مَبْعُوثٍ بِخَيْرِ رِسَالَةٍ     …    مَا كَانَ أَعْظَمَهَا وَمَا أَسْمَاهَا

مَاذَا أُعَدِّدُ مِنْ صِفَاتِكَ إِنَّهَا    …    لَتَجِلُّ عَنْ إِحْصَاءِ مَنْ أَحْصَاهَا

فَهُوَ الأَمِينُ وَهَلْ هُنَاكَ أَمَانَةٌ  …    إِلا إِلَى َصْحَابِهَا أَدَّاهَا

وَهُوَ الجَوَادُ فَإِنْ أَسَالَ يَمِينَهُ    …   غَرِقَتْ  بِحَارُ الجُودِ وَسْطَ نَدَاهَا

وَهُوَ الوَفِيُّ فَلَيْسَ يُعْطِيْ ذِمَّةً    …   إِلا أَقَامَ حُدُودَهَا وَرَعَاهَا

وَهُوَ الشُّجُاعُ وَإِنَّمَا أُسْدُ الشَّرَى  …   فِيْ الحَرْبِ تَجْبُنُ حِينَمَا يَغْشَاهَا

وَإِذَا أَتَى أَعْدَاءَهُ ذِكْرُ اسْمِهِ  …     هُزِمَتْ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْقَاهَا

وَهُوَ الشَّريفُ فَمَا هُنَاكَ فَضِيلَةٌ  … إِلا تَجَسَّدَ عِنْدَهُ مَعْنَاهَا

أَخْلاقُهُ رَوْضٌ فَمَا مِنْ مُقْلَةٍ   …   ضَافَتْهُ إِلا بِالجَمَالِ قَرَاهَا  

*******************        *****************

كُنَّا قَبَائِلَ قَبْلَ بَعْثَةِ أَحْمَدٍ     …   تَجْرِيْ ضَلالاً كَيْفَ شَاءَ هَوَاهَا

الثَّأْرُ يَأْكُلُ قَلْبَهَا وَالظُّلْمُ يُثْقِلُ ظَهْرَهَا وَالجَهْلُ مِلءُ حِمَاهَا

أَكَلَ القَوِيُّ بِهَا الضَّعِيفَ تَعَسُّفَاً   …  فَقُلُوبُهُمْ كَالصَّخْرِ مَا أَقْسَاهَا

لِلْفُرْسِ وَالرُّومَانِ تُبْدِيْ طَاعَةً    …   ضَعْفَاً وَلا تَسْطِيعُ شَقَّ َصَاهَا

وَالنَّاسُ تَحْيَا فِيْ ظَلام ٍ دَامِسٍ …  وَنُفُوسُهُمْ غَرِقَتْ بِبَحْرِ دُجَاهَا

حَتَّى أَتَاهَا بِالضِّيَاءِ مُحَمَّدٌ     …  شَمْسَاً تُزيلُ عَنِ العُيُونِ عَمَاهَا

فَأَقَالَ عَثْرَتَهَا وَسَدَّدَ خَطْوَهَا   …   وَأَعَادَ لُحْمَتَهَا وَشَدَّ عُرَاهَا

جَاءَ الحَيَاةَ وَقَدْ فَشَتْ أَسْقَامُهَا …   وَتَعَدَّدَتْ أَدْوَاؤُهَا فَشَفَاهَا

صَحَّتْ بِهِ الدُّنْيَا وَلَوْلاهُ لَمَا   …    صَحَّتْ وَلا زَالَ الذِيْ آذَاهَا

لا فَرْقَ بَيْنَ النَّاس ِفِيْ أَحْكَامِهِ  … فَالعَبْدُ وَهْوَ العَبْدُ سَاوَى الشَّاهَا

لَوْأَنَّ فَاطِمَةً أَتَتْ ذَنْبَاً لَمَا     …  عُصِمَتْ عُقُوبَتَهُ وَلا حَابَاهَا

لا فَرْقَ بَيْنَ النَّاس ِفِيْ أَلْوَانِهَا  … وَأُصُولِهَا أَوْ فِيْ اخْتِلافِ لُغَاهَا

فَإِذَا رُعَاةُ الشَّاءِ أَهْلُ حَضَارَةٍ   … سَعِدَتْ بِهَا الدُّنْيَا وَشَعَّ سَنَاهَا

بُنِيَتْ عَلَى أُسُسِ العَدَالَةِ وَالتُّقَى … فَالنَّجْمُ يَرْفَعُ عَيْنَهُ لِيَرَاهَا

وَمَضَى الزَّمَانُ يَجُرُّ خَطْوَاً مُثْقَلاً … بِالحَادِثَاتِ مُحَمَّلاً بِأَسَاهَا

مُتَكَوِّرَاً عَوْدَاً إِلَى الحَالِ التِيْ   …   كُنَّا قُبَيْلَ مُحَمَّدٍ نَحْيَاهَا

حَتَّى نَسِينَا مَا أَتَيْتَ بِهِ لَنَا     …  وَأَطَاعَ كُلٌّ نَفْسَهُ وَهَوَاهَا

وَإِذَا بِنَا فِيْ حَالَةٍ يُرْثَى لَهَا   …   لَوْ شِمْتَهَا لاسْتَأتَ مِنْ مَرْآهَا

لَوْ أَنَّ أُمَّتَنَا تَوَحَّدَ شَمْلُهَا   …     مَا كَانَ مِثْلَ مَمَاتِهَا مَحْيَاهَا

حَادَتْ عَنِ النَّهْجِ  القَوِيم ِوَلَمْ تُطِعْ     …  مَنْ قَادَ لِلنَّهْج ِالقَوِيم خُطَاهَا

وَلَسَوْفَ تَبْقَى فِيْ الشَّقَاءِ وَفِيْ الأَذَى   … حَتَّى تُوَحِّدَهَا شَرِيعَةُ طَه