محمد أنقذتَ الخلائقَ بعدما

تنكَّبَتِ الدّنيا بهم وتنكَّبوا

 

وأطلقْتَ عقْلًا كان بالأمس مُصْفَدًا

فدان له سرُّ الوجودِ المحجَّبُ

 

وأرسلتها من صَيْحةٍ نبويَّةٍ

يَمُور لها قَلْبُ الحيالِ ويُرْعَبُ

 

إذا كان صوتُ اللهِ في صيحةِ الفَتى

فأيُّ عبادِ اللهِ يَخشَى وَيرهَبُ؟

 

وبلَّغْتَ آياتٍ، روائعُ لفظِها

من الصبحِ أهدَى أو من النجم أثْقَبُ

 

كأنّ، وما تُغْنِي كأنّ؟ فَخلِّها

فإنّ من التشبيه ما يتصعَّبُ

 

وماذا يقولُ الشِّعْرُ في آيِ رحمةٍ

لها الله يُمْلِي والملائِكُ تكْتُبُ؟

 

خطبتَ لنا يومَ الوَداعِ مُشَرِّعًا

وهل لكَ نِدٌّ في الورى حين تَخْطب؟

 

فكشَّفْتَ أسرارَ السياسةِ مُوجِزًا

وجئتَ بما يَعْيَا به اليومَ مُسهبُ

 

وأمليتَ دُسْتُورًا شَقِينا بتَرْكِه

فَثُرنا على الأيامِ نشكو ونعتبُ