توج كل من الشاعر عبد الله محمد عطا الله العنزي من المملكة العربية السعودية في فئة الشعر الفصيح، بقصيدة “من جانب الليل”، ومواطنه الشاعر فايز سراحان معيض الثبيتي في فئة الشعر النبطي بقصيدة ” تراتيل الفكر”، بلقب شاعر الرسول وجائزة قدرها مليون ريال قطري، وذلك في حفل ختام النسخة الثانية من جائزة كتارا لشاعر الرسول، بمسرح الدراما بكتارا، بحضور سعادة الدكتور غيث بن مبارك علي الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة الدكتور خالد بن ابراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي، وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة، وضيوف الجائزة، وجمهور الشعر.

وحاز المركز الثاني في فئة الفصيح الشاعر محمد أحمد دركوشي من سوريا بقصيدة “شهيد بالباب”، وأحرز على المركز ذاته في فئة الشعر النبطي الشاعر حمد عبد الهادي العتيبي من السعودية بقصيدة “مولد النور” وجائزة قدرها 700 ألف ريال قطري.

وفاز بالمركز الثالث كل من الشاعر المصري سمير مصطفى فراج حسن بقصيدة “سدرة المعنى” في فئة الشعر الفصيح، وبالمركز ذاته فاز الشاعر عبد الله خالد سليمان بني خالد من البحرين بقصيدة “إمام البشرية” في فئة الشعر النبطي وجائزة قدرها 400 ألف ريال قطري.

علامة مضيئة

وبهذه المناسبة، أعرب سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي عن سعادته بما حققته النسخة الثانية من جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم من اهتمام بالغ من قبل الشعراء قائلا:”نفخر بما وصلت إليه هذه الجائزة من منزلة نبيلة وراقية وسمعة طيبة عطرة، فقد أصحبت من العلامات المضيئة للدوحة، وأضحت معها (كتارا) حاضنة للشعر والشعراء، وداعماً ثابتاً لهم ولتطور إبداعهم، تشجع الشعراء المبدعين وتحتفي بقصائدهم وتخلدها، سواء الشعر الفصيح، أو الشعر النبطي، بكل ما يتميزان به من أصالة وبلاغة وفكر”. وأشاد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بالشعراء المشاركين باعتبارهم كوكبة رائعة ومتميزة ونخبة من الشعراء المبدعين الذين أسسوا لمدرسة جديدة متجددة في شعر مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، تنافح عن الحق وتنصر الإسلام وتنشر قيمه ورسالته السمحة.

أعرب الشاعر السعودي عبد الله محمد عطا الله العنزي عن سعادته البالغة بانتزاعه لقب شاعر الرسول، وحصوله على المركز الأول في فئة الشعر الفصيح، معتبرا هذا الفوز بداية مرحلة جديدة على المستويين الشخصي والأدبي، وأمانة كبيرة يحملها، ومعبرا عنه بقوله “أن تلقب بشاعر الرسول معناه أنك مدعو لأن تتخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم وأن تسير على هديه الكريم.” وتوجه العنزي بالشكر للقائمين على الجائزة، مشيدا بدور كتارا الريادي في تنظيم جائزة وفتح مجال التنافس في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.

من جانبه عبر الشاعر السعودي فايز سراحان الثبيتي عن سعادته العارمة بالفوز باللقب في فئة الشعر النبطي، وقال: الحمد لله الذي وفقني لنيل الجائزة التي تحققت بصعوبة نظرا لتميز الشعراء العرب، وتفوقهم، وبفضل الله تعالى تحقق الحلم، وأشكر جميع القائمين على جائزة كتارا لشاعر الرسول، كما أشكر لجنة التحكيم على نزاهتها وحياديتها. وأتمنى التوفيق لكتارا في النسخة الثالثة من الجائزة. منوها بأن اللقب فخر ووسام يتوق كل شاعر لتقلده، خاصة أن هذا الوسام معطر بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومنسم بعنوان ولقب شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام. وأضاف فايز سراحان أنه مع وصوله للمرحلة الثالثة بدا له أن قصيدته “تراتيل الفكر” تقترب به للفوز بالمركز الأول، وتزيد حظوظه مع توالي إطراءات لجنة التحكيم، ومع زيادة تمكنه من أبواب القصيدة ومداخلها ومخارجها واقتداره على الحفظ القوي المسنود بإلقاء جيد.

نتيجة مرضية

عبر الشاعر السوري محمد دركوشي عن سعادته بالجائزة، معتبرا ذلك انجازا مهما في ظل المنافسة القوية التي شهدتها الجائزة وقال في هذا السياق: أهنئ الفائزين في الفئتين وأهنئ نفسي بهذا الإنجاز الذي تحقق بتوفيق من الله، وأشكر المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على هذه المبادرة الكريمة، فلأول مرة تطرح جائزة لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد 1400 سنة، من لقب شاعر الرسول لحسان بن ثابت. نبارك لجميع الفائزين، وانا راض عن النتيجة، وأهدي هذه الجائزة الى الشعب السوري، والى المشردين السوريين في كل أنحاء العالم.

وفي السياق ذاته، قال الشاعر المصري سمير مصطفى فراج إنه سعيد بهذه الرتبة في أكبر جائزة في العالم العربي والإسلامي، و”حسبي أنني نلت شرف مصافحة يد الضياء”، مردفا أن “الفوز بالجائزة مهما كانت الرتبة شرف آخر ومجد يتحدث به أبنائي من بعدي ويبقى أجمل سطر يضيء سيرتي الذاتية ويعطرها”.

وتوجه فراج بالشكر لكتارا واللجنة المنظمة التي لم تدخر جهدا في توفير الأجواء المناسبة لسير العملية التنظيمية والتنافسية، كما شكر لجنة التحكيم على حيادها الملحوظ في التعاطي مع النصوص الشعرية وطريقة إلقائها.

بكل حيادية

لفت الدكتور يوسف حسين بكار عضو لجنة التحكيم في فئة الشعر الفصيح إلى أن اللجنة تلقت القصائد المشاركة خلوا من أسماء الشعراء والبلدان التي ينتمون إليها، وتمت قراءة النصوص بدقة عالية، بحيث لم يتم الانحياز لأي أحد من المشاركين، “لأنه لا مصلحة للجنة مع أي من الشعراء أو البلدان”. وعن المتسابقين المتوجين بالجائزة، قال الدكتور يوسف بكار: إن الشعراء الثلاثة من أفضل من تقدموا للجائزة، لكن الدرجات هي الفيصل في ترتيب المراكز وتحديد الفائز باللقب.

من جهته، قال الإعلامي والشاعر حمد محسن النعيمي رئيس لجنة التحكيم في فئة الشعر النبطي: إن هذه الجائزة من أفضل الجوائز باعتبار أن محورها خير البرية وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن المشارك فيها فائز بشرف المدح، وأن الشعراء جميعهم مميزون ولهم اطلاع واسع وإلمام كبير بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، كما لهم طابع مميز في طريقة إلقاء القصائد الشعرية.

ووصف النعيمي الشعراء الثلاثة بأنهم فائزون بغض النظر عن ترتيب المراكز لأنهم نخبة النخبة في مجال الشعر النبطي الذي بهذه النماذج الشعرية الرفيعة، تتعزز قيمة مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتن الشعري بالجزيرة العربية.

توسيع أفق

وقال الشاعر العماني جمال الملا الفائز بلقب جائزة كتارا لشاعر الرسول في دورتها الأولى: إن الجائزة تطورت على المستويين التنظيمي والفني ؛ حيث فتحت المجال للشعر النبطي لتساهم في توسيع الأفق لهذا اللون في الجزيرة العربية والعراق، مشيرا إلى أنه كان متوجسا في البداية من مشاركة النبطي لأن تجربة المدح فيه غير واسعة، لكن شعراء النبطي المشاركين أثبتوا أنهم قادرون على مسايرة المعاني النبوية النبيلة، واستطاعوا الإتيان بلهجة بيضاء يفهمها كل الناس، منوها بلجنة التحكيم التي كان لها دور كبير في فرز هذه الباقات الشعرية الجميلة والمميزة.

المصدر: جريدة الشرق

التاريخ: 29 أبريل 2017