تدور الأرض، وعْيون الـزمن، تـتـصفّح الأعــوام!

كـأن الأرضَ تـختارْ (أْعـظم الأعـوامَ) وهْـيْ تْدور

وَ وقْـفتْ.. وسْط (عـام الـفيل)، يوم أن العرب تنضام:

مَـنْ (أفـيال أبـرهة) والـجاهلية.. والغَصب والجور

وفـيْ (12 ربـيع الأوَّلْ الـمُزهر).. مِـن الأيـام

تـسلّل بـينَ (ظُـلْماتْ) «آْمنة»… طفلٍ كأنْه (النور)!

تـدانـت لــه نـجـوم الـكـون، وانشقّت له الأجـرام

كأنْ بيده خَذا مْن الشمسَ (جذوة): وأشعل الديجور!

نَبـت في البادية، ما بين (قسْوتها) وبعْض (خْيام)

وَكم كـانت به الـصحرا: (حليمة)! والخيام: قْصور!

هُو الـطفل الـيتـــيم الـلي مـَوُرَث له (جدارْ أيتام)

لَكن الله جعــل بينــه وبيـن الرجس (أعظم ســور)!

وفـي مـكة.. عُـرِف بـالخَلق والـخُلق الـعظيم التامْ

وأتمّ الأربعينْ.. وْهو الأمــين الصـادق المــشهور

تـعبّد فـي (حـراء) وْعـاده الـلي مـا كـتب بأقلام..

ونـاداه (الـوحي): اقرأ.. و خـوفه هزّ فيه شعور

(أمـانة) ما تحملها (جبل).. وشلون عاد (عْظام)؟!

أبـت عنها (السماوات السبع) وشلون عاد صْدور؟

بـدأ الـدعوة: بـ «إن الـدين عـندْ الله» هـو الإسلام!

وَأعــداه: الـهوى والـشرك والـفتنة وقـول الـزور

لـقا (الأصنام من طين) وْلقا (الأنسان من أصنام):

ومــا بـيـن الـكُـفر.. والـفـكْرَ.. قــرّر يـنـتفض ويـثور!

وهـاجـر لـلـمدينة.. والـصـبر: نـاقة بـدون خْـطام

تــقـوده لـلـمصير الـلـي عـلـيه مـوجّـه وْمـأمـور

أبـو بـكرٍ عـلى (الأقـدام)، ومحمّد على (الإقدام)!

وَعن مكة: مشوا خطوة غياب وْخطوتين حْضور

وتحت الـغار: أوهن بيت.. كان أقوى ستر وحْزام!

وَ(بيت الـعنكبوت).. اللي اسـتضاف الـعابر المغدور!

«طَـلـع بـدْر النبي» في هجرته… وارتفعت الأعلام

كأنْ (يثرب) رَقت فوق النخيل… تْزاحم العصفور!

مـحــمد واصطفاه الله علــى الأديان.. مســكْ خْتام

مَن أول ما خلق (آدم)… وحتى يوم نفخ الصّور!

ولا بـيده عـصا مـوسى.. لَـكن بيده عصا الإلهام

وقف في (المنتهـى) لمّا وقــف موسى بـ جنب الطور!

ولا أحيا – مثل عيسى -المَوات.. ورجّع الأنسام

لَكنْ أحيا القلوب بـْ نور قرآنــه… وَأنارْ قْبور

وفــي خـطـبة وداعــه.. وادع الأصـحاب والأرحـام!

بـَـعد ما تمـّم النعـمــة.. وحــطّ كْتــابه الدســــتور

صَحت عينه.. تبي تنظر لـ وجه الله… وقلبه نام!!

تَلحّف بـ الترابْ.. وْغادر الدنيا.. وَهو مسرور

ذكـرته فـي وفـاته.. وانـفطر قـلبي حـزن وهْيام!

وأنــا حـزني مـثل حـزن الـصحابة، والـدموع بـْحور!

تـوضأ يـا قـصيدي مـن (دمـوعي)..! والـبس الإحـرام

وخـذْ (عـمرة) تـعمّر ما هَدمتْ، وْتجبر المكسور

وَطــوّف حــوْلَ بـيتْ الله الـحرامْ.. وْأعـتَكف قـدّام

مَـن الـركن الـيماني: يا عساني.. بـ الدعا مذكور..

وفـي مـسعى الـصفا: صفّي ذنوبك.. وأغسل الآثام:

وزمـزمـها مــن الـمروة.. وطـهّر سـعيك الـمشكور

وإذا مـا كـانت (الـبردة) حُلُمْ.. وش تعني الأحلام؟

تـقمّص يـا قـصيدي (بُردة أحلامك) وعيش الدور!

وَ خـوض الـبحْرَ.. وانت (النوخذة) واْحساسك (النهّام)

و بـ (اليامال)… غـوص أعـمقْ، وَجـيب اللؤلُؤ المنثور!

بـ كـلْماتك..وتـصـويرك.. كـتـبْك الـشـاعر الـرسّام!

كـأنّ حْـروف شـعرك في (محمّد).. تشبه البلّور

وَ صلّى الله عليــه وسلّــم وبـارك.. عـدد مــا قـــام:

يَسبّــح عنْدَ أنصــاف الليالْ… الْعــاري الــمستور!!

أنا العــبد الضعـيف اللي ارتكبتْ مْن الذنوب.. أرقام!

فــيـا ربـي عـساني فـي مـديح الـمصطفى مـأجور

ولا تـأخـذنِ بـ أفعالي يــ ربــي وأنـت ذو الإكـرام..

ويـبقى ثـوبي الأبـيض نـظيف… وْذنـبي المغفور.!