لا عسعس الليل واجتاح الخفوق إرتياب
وتجمهر الصمت في صدري ملام و عويل
وتدفق الدمع من عيني وساد الضباب
وشعرت بـ ان الفرح ابعد من المستحيل
اسرجت روحي واخذت مْن (التلاوه) زهاب
حتى لو ان حمل عبراتي فـ صوتي ثقيل
جفاف واروي (يتاما) الصوت بـ (أم الكتاب)
واجمع شتاتي بـ آيات الكتاب الفضيل
إليا تفكّرت بـ ان الله شديد العقاب
ذكرت بـ انه رحيم ولـ الخلايق وكيل
ويقفاه ذكر الرسول وينجلي الاكتئاب
واحس روحي يرفرفها النسيم العليل
ولاَ اسندس الشعر واضفا لـ المعاني: ثياب!
هاتو لي بردة رسول الله واخذو الحصيل
اهيّل البال بـ حروفه واطول السحاب
واسيّل الحرف و تفوح التعابير هيل
يوم العرب في جَهلها من خراب لـ خراب
كم حق يسلب وكم ظالم وكم من قتيل
وكم من نزاعات وايامً بـ سكّة سراب
والشرك: نار اتلظى، والعقول: الفتيل
والفتنه بـ ظلّهم ترتع بـ سن الشباب
والحق تاكل و تشرب من جسده النحيل
استكهف الظلم في بطن البسيطه و ذاب
بعد نزول الوحي على العظيم النبيل
من نور (اقرا) بزغ فجر الهدى.. واستطاب
و استجمعه بـ الخفوق وأشعله كل ليل
رغم الاذى من قريش وما لقى من صعاب
في فتح مكه، تجلّا منْه عفوً جميل
مثل ما بصّر عقول ومثل ما اعتق رقاب
انهى انتهاكات ظُلّام العرب بـ الصقيل
يوصي بالارحام والرحمه و لطف الخطاب
والمسلم الحق: لايمكن على احدً يعيل
وإنّا عيال آدم وآدم (خُلق من تراب)
الفرق ما بيننا: تقوى العزيز الجليل
لا انسل حال السوال اعطا لذيذ الجواب
سُنّته.. جنّه عن شموس الضلاله مقيل
مثل ما روحه عطر تملى ثياب الرحاب
سكّة خطاويه لـ صدور الخلايق دليل
من حرّرّ الناس و اوردها قراح الصواب؟
من سيّل النور فـ دروب الظلام الطويل؟
من غيره اللي ذخر دُعائه المستجاب؟
لـ امّته في يوم ما يُعرف لـ وين السبيل
اطهر من الدمع من قلبً شكا الاغتراب
(وابتر) من السيف لا جا للمعارك صهيل
قالوا لي: بخيل من شح بـ طعام وشراب
واقول: من لا على محمد يصلّي: بخيل
لو حبري البحر ما تاسع وصوفه عباب
وشلون عاد ان كتبته في بحور الخليل
اللي يبي يجمع افضال البسيط المُهاب
كنّه يبي يجمع الارض بـ يديه ويكيل
ما يحصي افضاله الا الله عزيز الجناب
تجف الارياق في مدحه ويبقى قليل
بكاه جذعه وحنّ لـ شوفته يوم غاب
وشلون ما اشتاق ودموعي لـ شوفه تسيل
ماهوبـ بس الصحابه والنخل والقراب
تبكيه نُبل الصفات مْن الضحى لـ الاصيل
خطبة وداعه بها كان إكتمال النصاب
قبل ما يفرح بـ ضمّة خطوتيه: الرحيل
ياربي ارزقني الرحمه فـ يوم الحساب
وشفاعة محمد وشربه من السلسبيل
