وصلت قصيدة “بسملةٌ لقصيدِ الشوقْ” للشاعرة آمنة حزمون للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

 

 

الشاعرة الشابة آمنة حزمون، من مواليد 10 من نوفمبر 1991 بمدينة قسنطينة بالجزائر، وهي الآن تدرس الطب البشري، بكلية الطب جامعة إسماعيل بالقاسم بقسنطينة، كما تدرس بالإضافة إلى ذلك علم القراءات بمدرسة عبد الحميد بن باديس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، فضلا عن حصولها على إجازة في علوم التجويد برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق سنة 2014.

ورغم حداثة سن آمنة حزمون، فإنها مولعة بالشعر والأدب منذ الصغر، فقد شاركت حزمون في العديد من الملتقيات الأدبية والأمسيات الشعرية في الجزائر.

القصيدة:

و جَعلتُ نَهْجكَ في وُجُودِي قِبلـةً

ما كَانَ يلزمُني سِــهامُ البوْصَـلَـهْ

عَمْياءُ تحْمِلُ في الفُؤادِ  سِرَاجَها

كـيَمامـةٍ زَرْقاءَ تُبْصـرُ سُـنبُـلَـه ْ

إنِّي رَأيتُكَ مُـنـذُ ألْــفِ قَـصِيـدة ٍ

فِي خَافِقي وُلِدَتْ لتُنْجبَ بَسْمَلهْ

وُلِــدتْ لتَـتْـلُـو سُـورَةً مَـكِّـيــةً

فيُجِيبَ ترَتِيلِي فُضولَ  الأسْئلَهْ

 و أُطِيلَ مَدِّي ثُـمَّ أُعْطِـي غُنَّتِـي

وقْتَ الوُصُولِ إلَى الشِّفَاهِ المُقفَلَهْ

تَـتَوتَّـرُ الأشْعَـارُ تَلْفـظُ عَـجْزَهَـا

و تُهرْولُ الكَلماتُ نَحْو المِقْصَلَهْ

و أقُولُ أحْمدَ ثُـمّ يُسْكِتـنِي البُـكَا

رَقْراقةٌ تِلـك الدُمُـوعُ المُـسْدلَـهْ

رقْراقةٌ تَهْـمي علَى خَـدِّ الهَوَى

فتَبُلَّ مِنْ عَطَـشٍ ورودَ المَشتلَهْ

و إذا تَـراءى فِي القَصِيـدَةِ مَـرّةً

حارَ الجمالُ و قَال : يا مَا أجمَلهْ! 

و الكَوكَبُ المُزْرَّقُ مَالَ بشَوقِـهِ

و تَـرنّـحَ المِرِّيـخُ حَـتَّـى يحْمِلَـهْ

كُـلُّ الكَواكِـبِ شَاهَــدتْ مِـيـلادَهُ

فبَكَتْ مِنَ الحُسنِ الذِي قدْ كَانَ لَهْ

و النّارُ في أرْضِ المَجوسِ تفَاجأَتْ

 بالنُّـور يُطْـفئُها و يـوُقدُ مِشـعَـلَــهْ

هُـوَ خاتمُ الرُسْلِ الكِرام ِجميعِهمْ

رَبُّ المَعالي بالمَـكَــارمِ كلَّــلَــهْ

نسَـبٌ يَعـودُ إلَى خَلـيـلِ إلَـهــنَا

فرعٌ شَـريفٌ أصْلـهُ قـــدْ كمّـلـهْ

قـدْ جاءهُ جِبْــريلُ شَــقَّ فُـــؤادَهُ

من مَاء زمْزمَ قدْ رَواهُ و غَسّلهْ

و حليمَـةٌ قـدْ أرْضـعتْـهُ بحبِّهــا

و القلْبُ  فِي رُكْنِ المَحبَّةِ  قبَّلهْ

و النُّوقُ مَا كانَتْ تدرُّ حَليبَهـا

و غدَتْ بضِرعٍ حَافِلٍ مَا أثقلَهْ

و البُورُ أثمَرت الحياة ُ بجوفها

و الغيمُ قدْ تركَ السَّماءَ و ظلَّلَه ْ  

و السَّعفُ حَنَّ إليهِ بَعدَ فِراقِهِ

و بَكَى عَلَى كَتِفِ النَّخِيلِ و بلَّلهْ

و نُحِبُّهُ و نَرَاهُ فِي أحْلامِنَا

لمْ يكذِبِ الوجْدانُ لمَّا مَثَّلهْ

و لأنَّهُ المثَلُ  المُخلّدُ  ذِكرُهُ

نفْنى لتبقىَ فِي الوجود ِالأمثلهْ

أوحَى إليْه اللهُ , سُبحان الذي

أثْنَى عليهِ و دارَ عِزٍّ أنْزلَهْ

و حِراءُ يذْكرُ قَوْلَ جِبريلٍ لَهُ

اقْرأ فآياتُ الكتابِ مُرتّلهْ

و خديجةٌ قدْ دثَّرتْهُ برُوحِهَا

و القلْبُ قدْ  مَدَّ الشِغَافَ و زمّلَهْ

يا غارَ ثوْرٍ هلْ ذكرتَ حِكايةً ؟

دَارتْ بِبيْتِ العنْكَبُوتِ الأرَمَلهْ

كانَتْ  تُعزِّي نفْسَهَا و تَلُومُها

و تحُوكُ نسْجًا ثُمَّ تنْكُثُ  أوَلّهْ

و حَمامَةٌ نامَتْ علَى بيْضَاتِها

عبْثًا تُحاولُ أنْ تَحُلَّ المُشْكِلهْ

وإذاَ بهَذا الغارِ كبَّرَ جَوفُهُ

لتصِيحَ أرْكانُ الوُجودِ مُهلِّلهْ

هوَ أحْمدٌ و اللهُ أرْسلَه ُ هُنَا

و صَدِيقُه الصِدّيقُ جَاء لِيُدْخِلَهْ

يتحمّلُ الآلامَ تنْخَرُ عَظْمَهُ

كيْ لا يُحِسَّ بِهِ الرَّسُولُ و يَسْألَه

و يئِنُّ صَمْتًا  ثُمّ يُخْفِي آهَهُ

و الجَفْنُ قدْ تَرَكَ الدُّمُوعَ مُكبَّلَهْ

و يقُولُ لَا تحْزنْ  فلسْنَا وَحدَنَا

و اللهُ ينـظُرُنَا و يحْـفَظُ مُرْسَـلَهْ

صَلّى عليْـه اللهُ صلَّتْ أَحْـرُفِـي

و الخَافِقَـاتُ  و كُـلُّ دَقَّاتِ الوَلَـهْ

صَلَّتْ عَليْهِ الشَّمْسُ عِنْدَ شُروقِهَا

و غُروبِها  و النجْـمَةُ المُتَهلِّـلَـهْ

و بَكَتْ جَميعُ الكَائنَاتِ لِمَـوتِـهِ

و الحُزْنُ قدْ رجَّ الفُؤادَ و زَلْزَلَهْ

و تسَارعَتْ نبَضَاتُ كَونٍ عاشقٍ

قدْ بَاحَ بالحُبِّ الذِي قـدْ أثْـقَــلَـهْ

و مَضَتْ إلَى أرْضِ المَدينةِ نخْلَة ٌ

مكيّةٌ تُخفِـي الخُـطَـى مُتسَـلِّلَهْ

و تقُول للكُثبـانِ إنّْي لــمْ أعُــدْ

أقوى و حُبِّي فِي الحَشَى لاَ حَدَّ لَهْ

يا أرضَ يثرِبَ يا جِبالاً حَوْلَهَـا

رُوحِي كمِثْلِ الأخْشَبَيْنِ مُكَبَّلَـهْ

سَأصُبُّ فِـي قَلْـبِي مِـدَادً أزْرَقاً

و أُحَرِّضُ الأشْعَارَ كيْماَ تُشْعِلَهْ

صَلّى علَيهِ الحَرفُ عِنْدَ سُجُودِه

و رُكُوعِه  فِي الجُـمْلَة المُتَمَلْمِلَهْ

صَلَّـى عَلَيْـه ِالـحَامِــلُـونُ لِــواءَهُ

و قُـلُوبُهُـم عــمَّا سِـواهُ مُـقـفَّـلـهْ

صَلَّى عَلَيْهِ النَّازِحُون إلَى الهُدَى

قدْ صيّرُوا صَعْبَ الدُّروبِ مُسهّلهْ

و فدَتْـهُ أرْواحُ الخَـلائــقِ كُـلُّـهَـا

و جَـميعُ أنْـفاسِ الحَـياةِ المُقبِـلـهْ

و فَداهُ هذا القلبُ يسـألُ ربَّـهُ

لُقْيَا الحَبـيِبِ و دَعْـوةً مُتقبّلَـهْ

إنِّي ترَكْتُ الشِّعرَ فِي مِحْرَابِهِ

و أتَيْتُ مِنْ فَرْطِ الحَنينِ مُهَرْولَهْ

فإذَا رآهُ القــلْـبُ فِـي سَـوْدائِـهِ

طُوبَى لِمَـنْ حَازَ المُنَى و تأمّلَهْ