على جرد الورق جاء للقلم جر.. و محاير سيل

بعد ما أبطت محيلة.. قامت تهمّل محابرها

طواها فقد الإلهام.. و مخافة كثرة التعليل

ومن فرق الشفوف اللي تسبب في تصحرها

علي منها عتاب و شرهةٍ ما تقبل التأويل

وأنا والله متحمل عتبها لي.. و عاذرها

نصَفْها من غيوم الحرف غيمٍ كن وسطه ليل

ثلاث أيام تجلدها البروق.. تهل ماطرها

و منابتها قصيدٍ كنه بروس الهضاب إكليل

لا داعبها النسيم يقال صح شعور.. باذرها

من احساس الصَّبا.. كم حن قلبي يا قراح النيل

نبعت فـ مكة.. أعذب من نبع ساقي مصر.. و أرهى

وردتك باشتياق الضامي اللي شاف.. صبره عيل

ويممت المشاعر تملي بشوفك.. نواظرها

سلام الله على قدر المقام.. وذروة التبجيل

وعلى آيات الكمال الآدمي.. في كامل صورها

وسلام الله على اللي عند فضله ينتهي التفضيل

وعلى سيد عيال آدم.. من أكبرها إلى أصغرها

بـ مقدمه استفاضت بالبشاير.. صفحة الانجيل

ورهبان النصارى فيه ما كلّت بشايرها

لمع ليل الحجاز بمولده.. كن فالسماء قنديل

ورجف عرش الاكاسر فالمدائن.. تحت أكابرها

نشأ في وسط مكة.. و العرب في غُمرة التضليل

وكان الصادق.. اللي كلمته ما هو يزورها

بعد شاف العرب تستسهل التحريم و التحليل

تحنّث.. يسبر جروم الكواكب.. ويتدبرها

و بـ اقرأ باسم ربك.. جاه مرسول الوحي.. جبريل

تحلل من دثارك و الخليقة.. قم فأنذرها

على التوحيد أسّس كل قلبٍ.. فـ اعتقاده ميل

ومن الإشراك بالله بلغ العالم.. و حذرها

وقول الزور.. والبهتان.. والسمعه.. ونقص الكيل

ونزاعات التكبر.. والغلو.. اجتث دابرها

تول المنكرات بحكمة وقل.. جاري التعديل

والأخلاق الذميمة بأحسن الأخلاق.. غيّرها

أعد لمن أطاعوا أمرك وقاموا بـ حال وحيل

شفاعتك.. وبشارة جنة تبهج خواطرها

وأعد القوة.. لمن حاربوك.. ومن رباط الخيل

ما ترهب به عداك.. اللي تعاندك بـ تكبّرها

معك تأييد من أرسلك.. وأنزل محكم التنزيل

ومعك حفظه وعونه.. فـ أول الدعوة و فـ آخرها

أُمرت وطعت.. وأحسنت البلاغ بكامل التفصيل

وكنت الرحمة اللي وسعت.. الآفاق بأكبرها

تركت لنا المحجّة واضحة.. في كل وقت وجيل

ما هوب يزيغ عنها غير.. من عميت بصايرها

بـ أبي و أمي.. يا صبرك رغم ما قاسيت من تهويل

ويا حلمك.. يوم تعفي عن هل المكر.. وتآمرها

وأنا يوم أتذكر نهجك.. أمعن فالنظر و أطيل

وأشوف بسيرتك.. كيف البشر تخلد مآثرها

على هديك رفعت الصوت.. بالتكبير والتهليل

وأوضّي روحي بسنَّتْك.. لا من جيت أطهرها

تمسكت بشمائلك.. ورميت اهوائي بـ سجيل

وحاربت الوساوس.. وامتلت منها مقابرها

مليت بك المآذن لين جاء لاسمك بها ترتيل

ورياض الصالحين أحييت من ذكرك منابرها

يا سيد الأولين و الآخرين.. وتركة اسماعيل

على قبرك دموع الشوق هلّت من محاجرها

عزاي إنْ شوقي الفجر الجلي.. في ظلمة التمثيل

ورجاي إن بردتك تكسي وَهَن روحي.. وتسترها

صلاة الله وتسليمه بلا تعطيلٍ.. وتقليل

على آخر الأنبياء محمد أذكرها وأكررها