زكاة الشعر قافٍ بذكْره يشعْ أنوار

وأنا شاعرٍ .. ويثمن أبياته ألسانه

على الحرف والكلمة عيوني لها مجهار

مثل ريشة الرّسام ألختار بألوانه

ومع حيرة الإلهام في غبة الأفكار

نغوص الخليل ونطمح لمكسب الدانة

معاجم لغة محتاج للساني المحتار

وبلاغة عربْ بأسلوبها ساحر ابْيانه

فال غبت عن ذكره ولا لشّعور اعذار

عسى الله يقدرّني ليا صغت قيفانه

قصيدٍ ماُيكتب في مقامه عليه اغبار

مع انه اكبر مْن القاف واكبر من اوزانه

حوتني مطالع بن رواحه من الأشعار

ونوادر ابن مالك مع شعور حسّانه

على اللي محد قبله محمد من الأخيار

بزغ من صغر سنه فرق ساير اقرانه

مع مولده فاضتُ بحيّره وغابت نار

وتزلزل قصر كسرى من اهتز بإيوانه

وخذاه العمر من بيتٍ لبيت بإستمرار

يتيمٍ طريق التجربة يسبق أوانه

عليه الغمام.. يظل دربه ليا من سار

دليل النبوة كانت تخط عنوانه

بعث سيدي في ليلة إقرأ بجوف الغار

وخديجة تدثّر خوفه ورجّف ذرعانه

ونشر دعوته بالسر حتى تبعها إجهار

مع األقربين موحد الصف ميدانه

وتحاك النوايا لطعنته من يد الكفار

ونصفه النجاشي بأرضه لكذب عدوانه

فال كاهن وساحر ولا هو من الشعار

نبيٍ ذكره الله بآيات قرأنه

سعى لدعوته ما هزته كثرت الأخطار

في عامٍ رسول الله تتراكم أحزانه

يعادونه اهل الطايف بجهل واستكبار

على كثر ما جاله ثبت موقف إحسانه

هو اللي عفى مع انه يقدر يرد الثار

من الأخشبين يدلك إيمان وجدانه

حباه الله من الصبر والحلم والإيثار

ومالك السما ال ضاق من خيرة أعوانه

وعطاه هللا الترحال في أعظم الأسفار

كفايه هو اللي كلم الله سبحانه

وتكابر قريش بدعوته كذب وإستصغار

وظهر حق وانشق القمر خير برهانه

نصره الله بنصرٍ قبل تنصر الأنصار

وابو بكر في خوته يتقاسم أشجانه

بدت هجرته يثرب نبي الله المختار

الجل أمته ويثبت الدين بأركانه

ورجع للديار بعزمه تساند الأحرار

فتح مكه من الشرك بإزالة أوثانه

مع الله اكبر تصدح أصوات الاستبشار

وتعلا بلال بموقفه يرفع آذانه

أبا القاسم بذكره. تظل الحروف قصار

بنى أمته كيف ابني أبيات في شانه؟

وخطب خطبته كنّها مفاتيح الاستبصار

أتم الرسالة فـ بعثته صادق إيمانه

جمع مجتمع واحد مع انّ الشعوب اكثار

عسى الله يجمعنا معه داخل جنانه

قصيدي، هنا المضمار في ملتقى األبرار

ثالثين صاع يرجح الكف ميزانه

وإذا كان به تقصير يا متعة األنظار

ترى طيحت الخيّال من كبوة حصانه