وصلت قصيدة “صلاةُ قلب” للشاعر أشرف بن حمد بن حمود العاصمي للمرحلة النهائية في جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في نسختها الأولى لعام 2016.

 

أشرف بن حمد بن حمود العاصمي، هو شاعر عماني من ولاية “أدم” عروس رمال محافظة الداخلية بسلطنة عمان، تخرج في جامعة السلطان قابوس، ويعمل مهندسا في إحدى شركات النفط.

صدر له عام 2013 مجموعة شعرية حملت عنوان “حفنة ظل” عن دار الانتشار العربي بلبنان، كما حصل العاصمي على عضوية جمعية الكتاب والأدباء العمانية، وحصل على العديد من المراكز في المسابقات الخارجية والداخلية، منها: المركز الأول في مسابقة جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في المجال الأدبي – الشعر الفصيح لدورتين متتاليتين، كما حصل على المركز الثاني في الدورة الثامنة والعشرين، وحصل على المركز الأول في الشعر الفصيح في مسابقة فاشرون كونستانتين للمواهب الشعرية الواعدة 2008 على مستوى طلال جامعات الخليج والأردن- دبي، وكذلك حصل على المركز الأول في مسابقة الشعر بالأسبوع العلمي السادس لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي، وحصل أيضا على المركز الثالث عربيا في جائزة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب. هذا بالإضافة إلى حصوله على المركز الثاني في مهرجان الشعر العماني السابع 2010.

القصيدة:

إسراءُ روحيَ نحو روحِكَ حاءُ

معراجُها في خافقيكَ الباءُ

 

قدسُ السماواتِ الطباقِ ونورُها

أنتَ الذي في المُقلتين ضياءُ

 

نخلُ الفضائلِ إذ تميسُ سعافُها

بجلالِها تترنّمُ الجوزاءُ

 

مولى الوسيلةِ والعليّاتِ التي

من وَهْبِ رضوانِ الوليِّ عطاءُ

 

سرٌّ من المولى اجتباكَ “محمّدًا”

فتفاخرت بحروفِكَ الأسماءُ !

 

يا مجدَ “آمنةٍ” وأنت وليدُها

يتفاخرُ الآباءُ والأبناءُ

 

لمْ يأتِ آدمُ في بنيهِ بمثلِهِ

 كلّا ولا أمُّ الوَرَى حوّاءُ !

 

لن تُدركَ الكلماتُ كُنْهَ الوَجدِ لنْ

يرقى إلى أسوارِه الفُصحاءُ

 

يتنفسُ التاريخُ أحرفَه التي

أصداؤُها للعالمينَ رواءُ

 

طه الذي مَجرى عروقي حبُّهُ

وهو الذي للعالمين سناءُ

 

وهو الذي مولاه طهّرَ روحَه

فانفضّت الأدرانُ والأهواءُ

 

وهو الذي إمّا دعوتُ مصلّيًا

في الأرضِ تسبقني إليه سماءُ !

 

مَنْ جاءَ والأفقُ المبينُ تزاحمتْ

فيه الملائكُ دوحةٌ غناءُ

 

مَنْ جاءَ والبُشرى تحفُّ ظلالَه

والأمنياتُ سنابلٌ بيضاءُ

 

مَنْ جاءَ تهوي الشمسُ في أردانِهِ

وعليهِ أقمارُ العصورِ رِداءُ

 

مَنْ حَلَّ فالفجرُ البهيُّ تناثرتْ

حبّاتُه، تُجْلَى بِها الظَّلماءُ

 

يا سيدَ الثقلينِ يا عَلَمَ الهُدى

يا من به رسلُ السَّما بُشراءُ

 

خُذني .. امتحنّي علّني أسمو إلى

صرحِ المقامِ ، وللشهودِ فضاءُ

 

طِرْ بي إلى الصلواتِ اِرفع مُهجتي

لا، ليس يرفعني إليك هواءُ

 

النور يحملنُي هناك غمامةً

علويّةً اِسفلتُها الأضواءُ !

 

طِرْ بي إلى النجوى .. إلى المعنى .. إلى

سِفْرِ الحقيقةِ، تُكشَف الأنباءُ

 

شوقي بأجنحةِ التجلّي مُقبلا

ألقاكَ، والرؤيا شذًى وبهاءُ

 

ناجيتُ سرَّكَ سيدي في حضرةٍ

فانشقَّ من صخرِ السُّكوتِ نداءُ

 

روحي تُحلِّقُ في فضاءِ مهابةٍ

إذ أنتَ وحدَكَ والفضاءُ حراءُ !

 

لما تناجي اللهَ بَرًّا قانتًا

كلُّ الوجودِ ترنمٌ ودعاءُ

 

جارَ الكرامةِ عندَ كلِّ مُنيبةٍ

يأوي القويُّ ويحتمي الضعفاءُ

 

الريحُ تجري من سخاءِ يمينِهِ

فيخرُّ تحتَ جلالِها الكُرماءُ !

 

يا سيدي والكون ظامٍ مُجدبٌ

من يومِ جئتَ وللغيومِ سخاءُ !

 

روَّيتَه فاخضرّ قحلُ وهادِه

ومسحتَ، فالداءُ العضالُ شفاءُ !

 

ودعوتَ بالتوحيدِ للفردِ الذي

سَجدتْ لِهيبةِ شأنِه العظماءُ

 

فتهاوت الأصنامُ في وَجَلٍ على

هامِ الظلامِ ورُوِّعَ السفهاءُ

 

واندكَّ عرشُ الظالمين تزلزت

أركانُهم واستيقظَ البُلهاءُ

 

كان الشقاقُ شريعةً في عُرفِهِم

الحُكْمُ جورٌ والعقولُ خَواءُ

 

وتجارةٌ خابتْ بملءِ سلالِهم

وقبائلٌ ساداتُها جُهَلاءُ

 

 

حتى غدوا بالله أسمى أمّةٍ

لمّا حوتْهم سمحةٌ غرّاءُ

 

جابوا بها الآفاقَ نهرَ هدايةٍ

في راحِ أيديهم كما قد شاؤوا

 

يا سيدي ميلادُ روحِك نبضةٌ

خفقت فأشرقَ في النفوسِ صفاءُ

 

يا سيدي ذكراكَ هَبَّتْ كالصَّبا

والجرحُ يثعبُ والمياهُ دِماءُ

 

تجري بأصقاع البلاد .. وكلُّ ما

نسطيعُ نبكي .. لو يفيدُ بكاءُ !

 

البُرءُ أعيانا وذكرُ المصطفى

مِنْ كلِّ مُضنيةِ السِّقامِ دواءُ

 

أشلاؤُنا في كلِّ ذراتِ الدُّنا

هل يا تُرى تتجَمَّعُ الأشلاءُ ؟!

 

آمنتُ أن النصرَ لاحَ بريقُه

وغدا يرفرفُ في السهولِ لواءُ

 

صلى عليكَ اللهُ يا من حبه

ذابت لرقّة طبعِهِ الصمّاءُ !

 

وعليكَ صلى الله يا من ذكرُه

من كل شائبةِ النّفوسِ جَلاءُ

 

هبْ لي مقامَ شفاعةٍ أرجو به

بردَ النجاةِ، وللمحبّ رجاءُ