أعــوام تذرف ليــــل والنــور ما بانْ

والريـح تهــزم كل شـمعه ثمينَهْ

الليـــل يعني ظلم عاصِفْ.. وحِرمانْ

يصطاد فرحه في المحاني دفينَهْ

وشلون ما تملا الرجـــل كومة اشجان؟

لو الوطن كشّـــرْ علــى مْـواطنينه

نصَّ البــَشر تستورد الجَّهْل أَطنان

والنصَّ الاخرْ في الخفَا مْـصَدرِّينه

أربابــهم كانــت (أســاطير واوثان)

والحق في جفونَ الوَرَقْ مُهملينه

* * *

ولـمّـا (النبي) أَقْبَلْ.. طغى النور وَازْدان

وغابـَتْ من الآفــاق ظُـلمَهْ لعينـه

اَقبل على الإنســان يصـدح (بقــــرآن)

عشان يمحِي مْنَ النّـفوس الضغينه

شاف الخلايق تشرب دْمُوع واحزان

واحلامـهم بين الفجـــايع رهينه

وشاف الجَهَلْ يُنشَر منَ افْــواه كُهّان

وشاف الخــرافه والدَّجَلْ والغبينه

وشاف الفقارى ينحنـوا عنــد سجّــان

وشاف الرّدي يشـمَخْ ويرفع جبينه

(شبه الجزيره) كنَّـــها غصْــن ظميان

من قبل ما تمــطـر علـيها يمـينه

هذا النبـي اللي دعوتــه حُبّ الانسان

تتْعــــلَّم الأجــــيال عَطفه ولِينه

(الصادق) اللي مولده (أَسرَجَ ازْمــان)

كانت فـ تابـوت الليالي سـجينه

في مولده عمَّ السنا.. كـل الاوطان

والسَّعْد غطَّـاها مـدينه مــدينــه

أنفَــق حَياتَــه شمـْس في كل ميدان

واهدى زمـان التيـه فضّةْ سِنينه

يومه صبي.. قد كان (راعـي لقطعان)

من ماشيه.. والرَّمْل يحضن أنينه

يمشي لحاله.. في تناهيدِ بستان

ويقْسِمْ ثِـمـارَ الحزْن بِينَــهْ وبينه

هذا اليتيم اللي كفَـــلْ يُتْـمَ الاكوان

واهدى الفرح للكائنات الحزينه

سكَّنْ فقارى أمتــه بين الاجـــفــان

والبَسْ ثِيَابَ الصَّفْحِ لـمْهَجِّـرِينَه

ويومَ اصْبــحت كفّ المعاديــن طـوفــان

شيّدْ لأصـحـابــه بقلبَــه سفينه

ما كان همّــه يمتـلك مُـلْك سُلطان

وتزيّـن بْتَاج العقِلْ خِير زينَه

علَّم زمانه إنّ هَـ النـاس إِخوان

وعَلَّـمْه بَانَّ العُنصريَّهْ مَشِينه

ما تنفع الرّجّال (أنساب وَالْوان)

كل واحدٍ يســـمو بطيبه ودينه

* * *

قلبَه ظلال وْ أَضلعــه وَرْد (نِيســان)

ولسانه عذوبَــهْ وِ مَشيــه سَكِينَـه

ووجهه نهــارُ وْبين جنبيهِ تحـنان

ونهـجــه لكلّ الأزمنَه طمــأنينه

ما مدّ يـــدَّهْ غيــرِ لله سبــحــان

لو ما معه إلا الفقِــرْ في الخزينَه

قصة حياته نَهْر إِيمــان وِاحْسَـان

يجنوا عذوبــةْ هَـ النَّهَرْ شاربينه

* * *

ما لُوم جذع النخْل في وقْتِ هجران

لو بالبكا والنوح وصَّـلْ حنينه

وما لُوم غــارٍ ظَلّ يبكيه حســران

ويصيح فِـي وْجـوه المخاليق وينه

وما لوم قلبي لا هجرني على شان

يقضي حياته تحت نخل (المدينه)